أبوالغيط يعري «حزب الله» ويؤكد دعم الدولة اللبنانية
• الأمين العام للجامعة العربية: بيروت لا يمكن أن تكون مسرحاً لأيّ صدام عربي - إيراني
• عون يرفض «الإيحاء» بشراكة الحكومة في الإرهاب
• بري لـ«الوزاري العربي»: شكراً وعذراً
زار الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، بيروت أمس، في مهمة دقيقة ومعقدة، تهدف إلى إيصال دعم عربي للدولة اللبنانية وفي الوقت نفسه إيصال رسالة حازمة توصل إليها وزراء الخارجية العرب، أمس الأول، لحزب الله، وهو جزء من الحكومة اللبنانية.
بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، الذي أعلن موقفاً تصعيدياً بوجه "التهديدات والتدخلات الإيرانية" في القضايا والشؤون العربية ومحملاً "حزب الله الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية"، جال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط على القيادات اللبنانية، أمس، لشرح تفاصيل الظروف، التي أدت إلى تبني الجامعة العربية خطاباً تصعيدياً ضد إيران و"حزب الله". وقالت مصادر متابعة لـ"الجريدة"، أمس، إن "أبوالغيط أراد من خلال زيارته التأكيد على الدعم العربي للدولة اللبنانية القوية، وتحميل حزب الله مسؤولية القرارات التي تبنتها الجامعة"، مضيفة أن "الأمين العام عرّى حزب الله أمام رئيس الجمهورية ميشال عون وحمّله (الحزب) مسؤولية ما وصلت إليه الأمور". وختمت: "ظهر ذلك جلياً في كلام الأمين العام الذي أكد أن لا أحد يريد إلحاق الضرر بلبنان".
عون
وبدأ أبوالغيط مشاوراته، أمس، بلقاء جمعه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وشدّد بعد اللقاء على أن "استمرار عمل الحكومة الحالية أو تشكيل أخرى هو شأن داخلي لبناني". ولفت أبوالغيط إلى أنه شرح لعون الظروف التي أحاطت باجتماع (وزراء الخارجية العرب) يوم أمس، وأنه لمس تفهماً للتركيبة اللبنانية"، مشيراً إلى أنه "إذا كان القرار الصادر طال طرفاً في لبنان فهذا الأمر ليس بجديد". وتابع: "القرار تبنّته اللَّجنة الرباعية المشكّلة في الجامعة العربية والمعنية بالمسألة الإيرانية والمكونة من السعودية ومصر والبحرين والإمارات". وأوضح أنّ "القرار الصادر، هو لإحاطة الأمم المتحدة بالنهج الإيراني إقليمياً"، لافتاً إلى أنّ "الغضب السعودي سببه الصاروخ البالستي الإيراني الصّنع والذي أطلق من اليمن على العاصمة السعودية الرياض".من جهته، قال عون: "لبنان ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية، التي تشهدها دول عربية، وهو لم يعتدِ على أحد ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي". وشدد على أن "لبنان لا يمكن أن يقبل الإيحاء بأنّ الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، والموقف، الذي اتخذه مندوب لبنان لدى جامعة الدول العربية بالأمس يعبّر عن ارادة وطنية جامعة".ثم زار أبوالغيط رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكد أن "قرار جامعة الدول العربية بعنوان الحكومة اللبنانية غير موفق على الإطلاق، وقال: "إن لم أقل مسيء في ظرف التموج الحكومي الحاضر".وأضاف بري:" ذكّرت أبوالغيط بعشرات القرارات التي صدرت على مستوى قمم ووزراء، والتي تؤكّد حق المقاومة والتحرير وتدعم لبنان في مقاومته ضدّ إسرائيل أو أيّ اعتداء عليه".وتابع: "رغم التوضيح من أبوالغيط ذكّرته بمقدمة القرار الذي يؤكد أهمية أن تكون العلاقات بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار... لو اكتفينا بهذا وتذكرنا أنّ المصالحة بين السعودية وإيران أوفر بكثير ممّا حصل ويحصل".واعتبر أبوالغيط، بعد اللقاء أن "لبنان لم يكن معنياً على الإطلاق بقرار الجامعة، إلا في الشقّ الخاص بوضع محدد عبرت الجامعة العربية عنه"، مؤكداً أن "لا أحد يتهم الحكومة اللبنانية بالإرهاب ولا يمكن ذلك، بل الإشارة تأتي أن أحد شركاء الحكم متهم بالإرهاب".وشدّد على أن "الجميع يعترف بخصوصية الوضع اللبناني ولبنان لا يمكن أن يكون مسرحاً لأي صدام عربي- إيراني".وكان بري قال تعليقاً على قرار الاجتماع الوزاري العربي: شكراً وعذراً... الشكر لله وعذراً أننا في لبنان قاتلنا إسرائيل.عبدالله الثاني
في موازاة ذلك، استقبل عاهل المملكة الأردنية الملك عبدالله الثاني، في قصر الحسينية في العاصمة الأردنية، أمس، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل. ووضع الملك عبدالله الثاني النائب الجميل، في أجواء المستجدات الدقيقة التي تمر بها المنطقة، مؤكداً "عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين، ووقوف الأردن الكامل إلى جانب لبنان في جهوده لتجاوز التحديات والحفاظ على وحدته الوطنية وسيادته وأمنه واستقراره، وصولا إلى بناء المستقبل الأفضل للشعب اللبناني".وأعرب الجميل عن تقديره "لمواقف الأردن، بقيادة الملك عبدالله، الداعمة لوحدة لبنان واستقراره وازدهاره، ومساعيه المتواصلة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، شاكراً "الأردن على دعم الجيش اللبناني ومساعدته"، مؤكداً "ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين".