لماذا قد يفشل ترامب في إعادة هيمنة الفحم على قطاع الطاقة؟

نشر في 20-11-2017
آخر تحديث 20-11-2017 | 20:05
No Image Caption
يولي دونالد ترامب اهتماما خاصا للفحم، حيث أوقف العمل باللوائح التنظيمية المقوضة لاستخدامه، وألغى بعض الإعانات الفدرالية لطاقات بديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلا عن نمو السيارات الكهربائية.

وبحسب تقرير لـ «بلومبرغ»، ترى شركات مناجم الفحم وجود فرص لإضافة مزيد من الوظائف في هذه الصناعة حيث يتوقع المنتجون زيادة استخدامه معلنين بذلك عودة عصر الفحم، وهو ما قد يبدو أمرا يصعب تنفيذه على أرض الواقع الآن بسبب التغيرات التي جرت على مدار السنوات الأخيرة.

انتهاء هيمنة الفحم

لم يتوقف العمل بسبب الإجراءات التنظيمية والليبراليين بل بسبب الرأسمالية والتكنولوجيا، فإلغاء الإعانات المقدمة للبدائل النظيفة لن يجبرها إلا على أن تصبح أكثر كفاءة مما يزيد من إضعاف الطلب على الفحم.

وكان الفحم مهيمنا لفترة طويلة لأسباب كثيرة بسبب رخص ثمنه ووفرته واستقرار سعره، كما يمكن بسهولة إنتاج الحرارة والضوء والكهرباء منه، ولثلاثة قرون اعتبر الفحم مصدر الطاقة الرئيسي للصناعة والنقل.

وقد أدى ارتفاع سعر النفط والغاز الطبيعي إلى زيادة التدقيق على تكاليف استخدام الفحم المسبب الرئيسي لمجموعة متنوعة من الملوثات الضارة، فضلا عن عدم كفاءته في مختلف الاستخدامات. وعلى الرغم من كل ذلك، أنتجت معظم الكهرباء في الولايات المتحدة لفترة طويلة من الفحم، إلا أنه انخفض إلى حوالى 30 في المئة العام الماضي ومع احتساب حجم استخدامه في العام المقبل سيمثل الفحم بالكاد ربع الإنتاج الكهربائي.

إلى جانب ذلك، انخفضت انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون بمقادير قياسية مع انخفاض استهلاك الفحم، وفقا لوزارة الطاقة الأميركية، وتوشك فترة ازدهار الفحم على الانتهاء فالاستثمارات الهائلة التي وضعت في محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم في القرن الماضي تتلاشى الآن، وبالتالي فإن الحجة المتعلقة بانخفاض التكاليف كمبرر لاستمرار استخدامه لم تعد موجودة.

الصناعة تتحول نحو الطاقة النظيفة

هناك سببان على الأقل يجعلان دعم ترامب للفحم على حساب البدائل النظيفة في غير محله، فمصادر الطاقة النظيفة حققت بالفعل انتشارا كبيرا كما أنها أصبحت مقبولة عالميا، في وقت يخشى جميع صانعي السيارات وخاصة صانعة السيارات الكهربائية «تسلا» من تغير التوجه العام الذي جعلهم يبذلون جهدا كبيرا لإنتاج المزيد من السيارات الهجينة والكهربائية. كما تخطط «جنرال موتورز» لامتلاك 20 سيارة كهربائية بالكامل في السوق بحلول عام 2023، وتتوقع «فولكس فاغن» إنفاق 81 مليار دولار لتطوير إصدارات كهربائية لجميع موديلاتها بحلول عام 2030، في حين باعت «تويوتا موتور» بالفعل 10 ملايين سيارة هجينة، كما باعت ما يقرب من 4 ملايين سيارة «بريوس» الهجينة، وستبدأ «فولفو» التخلص التدريجي من السيارات العاملة بالغاز فقط في عام 2019. وقد أنفقت الشركات أموالا طائلة على البحث العلمي لتطوير المركبات الكهربائية وهو ما ستكمله الشركات حتى مع بقاء الضريبة الفدرالية.

ولا يقتصر تراجع استخدام الفحم فقط على الولايات المتحدة ولكن يمتد أيضا إلى الصين، أكبر مستهلك في العالم، حيث تعهدت بتخفيضات أكبر في استخدام الفحم للتغلب على مشكلة الضباب الدخاني. في موازاة ذلك تنخفض تكاليف توليد الكهرباء الخالي من الانبعاثات مع ارتفاع كفاءتها، وذكرت وزارة الطاقة الأميركية أنه في الربع الأول شكلت الطاقة المولدة من الرياح والشمس للمرة الأولى 10 في المئة من إجمالي توليد الكهرباء في أميركا. وقد قفزت الصين قبل الولايات المتحدة في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، حيث توظف 10 أضعاف عدد العاملين في هذا القطاع مقارنة بالولايات المتحدة، ويشير تقرير بحثي إلى أن الصين ستستثمر ما يصل إلى 780 مليار دولار في الطاقة البديلة بحلول عام 2030. كل ذلك يشير إلى أن جميع مجهودات ترامب أو أي شخص آخر لن تنجح في إعادة استخدام الفحم مرة أخرى بعد ازدهار استخدام البدائل المتنوعة من مصادر الطاقة النظيفة.

back to top