مصر : كريمة لـ الجريدة•: «قوائم الإفتاء» ضمت غير متخصصين
أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر: بعض الإعلاميين ينصبون فخاخاً للدعاة
انتقد أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر أحمد كريمة، قوائم الإفتاء الثلاث التي تضم نحو 70 عالماً وقع الاختيار عليهم أخيراً من جانب الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، للإفتاء في وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن بعض من وردت أسماؤهم في هذه القوائم ليسوا من أهل الاختصاص في الفقه. وأكد كريمة، في حوار مع "الجريدة"، أنه لا يحتاج إلى رخصة للظهور في وسائل الإعلام والإدلاء برأيه في المسائل الفقهية، وفيما يلي نص الحوار:
• كيف ترى تحديد قوائم بأسماء العلماء الذين يحق لهم الإفتاء دون غيرهم في وسائل الإعلام؟
- كان من الواجب أن تكون هناك قائمة واحدة بدلاً من القوائم الثلاث، وذلك حفاظاً على الصورة العامة للمؤسسات الإسلامية في مصر، وهذا لا يمنع تأييدي لخطوة قصر الفتوى على علماء الشريعة الإسلامية، كما ورد في قوله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، إضافة إلى الأحاديث النبوية الكثيرة الواردة في هذا الشأن.
• هل تعتقد أن معايير اختيار هذه القوائم تبدو منطقية؟
- في الحقيقة أنا لا أعلم ما المعايير التي تم الاستناد إليها في اختيار هذه الأسماء، فبالنسبة إلى قائمتي دار الإفتاء ووزارة الأوقاف سنجد أنهما تتضمان شخصيات من تخصصات غير فقهية، أما فيما يتعلق بقائمة مشيخة الأزهر الشريف، فلم يتم التشاور مع عمداء ورؤساء أقسام الشريعة الإسلامية سواء في جامعة الأزهر أو غيرها، ولا أجد مبرراً للتعجل في إصدار هذه القوائم.• لكن ذلك جاء بناءً على مطالبات بالقضاء على فوضى الفتاوى في وسائل الإعلام.
- اللوم الأكبر من وجهة نظري يقع على رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد، لأنه السبب في تفاقم هذه الأزمة، ولذلك أقول له: هل المشكلة في العلماء والدعاة أم في الإعلاميين؟ فأنا أرى أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن بعض الإعلاميين ينصبون فخاخاً لبعض العلماء والدعاة في قضايا جدلية، أو يستضيفون شخصيات من التيار السلفي أو التيار الليبرالي العلماني للتحدث في الأمور الدينية، لذلك يجب على مكرم محمد أحمد أن يحرص على ضبط أداء الإعلاميين من خلال تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي بدلاً من أن يدعو إلى تحديد قائمة بأسماء العلماء المصرح لهم بالفتوى.• لماذا تم استبعادك من هذه القائمة رغم تخصصك في الفقه؟
- أنا لا أدري على أي أساس تم استبعاد قامات لها خبرات علمية وعملية، فكيف يتم استبعاد الدكتور أحمد الريان رغم أنه عضو هيئة كبار العلماء، إضافة إلى العديد من العلماء المتخصصين في الفقه الإسلامي، كما أن الحديث عن أن الأسماء التي تم اختيارها يطمئن الأزهر إليها فيه إساءة للمؤسسة الدينية، لأن هذا يعني أن الأزهر لا يطمئن إلى باقي الشخصيات التي تنتمي إليه ولم ترد في القائمة، أما بالنسبة إلي، فأين كان هؤلاء عندما قمت بالتصدي لجماعة "الإخوان" والسفليين والدواعش، كما أنني تصديت للجماعة الإسلامية إبان فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، ويبدو أن استبعادي يرجع إلى مواقفي من تحريم بيع الغاز الطبيعي لإسرائيل، ووقوع الطلاق الشفوي والتأكيد على فريضة الحجاب وعدم تحريم النقاب.• هل استبعادك يعني عدم ظهورك في وسائل الإعلام خلال الفترة المقبلة؟
- غير صحيح على الإطلاق، فأنا لا أحتاج إلى رخصة من أحد للظهور في وسائل الإعلام، وإذا حاول البعض تحجيمي في الإعلام المصري، فلديَّ الكثير من العروض للظهور في وسائل الإعلام العربية والأجنبية.