القاهرة «تنشِّط» المصالحة الفلسطينية... والسيسي في نيقوسيا
شكري يطلع تيلرسون على تطورات «أزمة النهضة»
بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة رسمية لقبرص أمس، استعداداً للقمة الثلاثية مع زعيمي اليونان وقبرص اليوم، في حين بدأت وفود فرقاء المشهد الفلسطيني الوصول إلى القاهرة إيذاناً ببدء جولة الحوار بين الفصائل اليوم برعاية المخابرات العامة المصرية، و أطلع وزير الخارجية سامح شكري نظيره الأميركي على تعثّر مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
على وقع الأزمة المستجدة بين السلطة الفلسطينية وواشنطن بشأن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأميركية، بدأت الفصائل الفلسطينية التوافد على القاهرة أمس، تمهيدا لانطلاق اجتماعاتها بالعاصمة المصرية اليوم، برعاية المخابرات العامة المصرية، وفقا للاتفاق الموقع في 4 مايو 2011، وذلك في إطار الدعوة التي وجهتها القاهرة للفلسطينيين بعد نجاح مفاوضات المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة الشهر الماضي.وبعد التوتر بين الحركتين بشأن نزع سلاح الأخيرة، من المقرر أن يتناول حوار الفصائل ملفات عدة أبرزها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها، والانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية.وأكد مصدر مصري مسؤول حرص القيادة السياسية لبلاده على إنجاح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، وصولا إلى إنهاء الانقسام من جانب، ومعاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة من ناحية أخرى.
وتشارك كل من حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجبهة النضال الشعبي، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحركة المبادرة الوطنية، وحزب الشعبي، وحزب فدا، فضلا عن حركتي فتح وحماس بوفود في المباحثات.وعلمت «الجريدة» أن اجتماعا بين «فتح» و«حماس» سيعقد في آخر يوم من مفاوضات الفصائل، برئاسة عزام الأحمد وعضوية كل من أحمد حلس وماجد فرج وروحي فتوح وحسين الشيخ عن الجانب الفتحاوي، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وعضوية يحيى السنوار وخليل الحية وحسام بدران وصلاح البردويل وروحي مشتهي وموسى أبومرزوق عن الجانب الحمساوي. وقال مصدر مطلع لـ «الجريدة» إن القاهرة حريصة على تجنّب أي عثرات في ملف المصالحة الفلسطينية، عبر العمل على إتاحة الفرصة لجميع فرقاء المشهد الفلسطيني التحدث بكل حرية خلال جولة المباحثات. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، لـ «الجريدة»، إن «ما تم إنجازه منذ توقيع اتفاق المصالحة يدعو إلى التفاؤل بقدرة مصر على المضي بالمصالحة الفلسطينية إلى محطة جديدة، عبر إلزام جميع الأطراف بتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه في إطار الجدول الزمني الذي سيتم إقراره».وأضاف الرقب: «ربما يتم تأجيل بحث عدة ملفات إلى وقت آخر، حرصا على نجاح المفاوضات، لأنه سيتم مناقشة ملف الانتخابات باعتباره الأهم على الساحة الفلسطينية حاليا، خاصة أن حركة حماس أبدت تحفظات عدة تجاه الحكومة الحالية برئاسة رامي الحمدلله، ما قد يستدعي تغيير الحكومة أو إجراء بعض التعديلات عليها».
السيسي
في سياق آخر، يعقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان أليكيس تسيبراس، ورئيس قبرص نيكوس أنستاسياديس، قمة ثلاثية في العاصمة القبرصية نيقوسيا، اليوم، وهي القمة الخامسة بينهم في نحو 4 أعوام، بعدما بدأ السيسي زيارة رسمية لقبرص أمس، التقى خلالها بنظيره القبرصي، ثم عقدت قمة ثنائية بينهما لبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية، بجانب الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن الرئيس السيسي عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس القبرصي، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث أشاد الرئيسان بعمق العلاقات التاريخية بين مصر وقبرص، والمستوى المتميز من التنسيق السياسي بين الدولتين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في مجالات الطاقة بما لها من عوائد كبيرة، سواء على الصعيد التنموي أو من ناحية دعم الاستقرار والسلام في منطقة المتوسط. وأعرب السيسي خلال القمة عن تقديره لمواقف قبرص إزاء مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تعكس قوة العلاقات التاريخية والممتدة بين مصر وقبرص، مستعرضا الجهود التي تبذلها مصر لترسيخ الاستقرار ودفع التنمية الشاملة، في حين أكد الرئيس القبرصي اعتزازه بزيارة السيسي في إطار خصوصية العلاقات بين البلدين، مرحبا بما شهده التعاون الثنائي من تقدم ملحوظ خلال السنوات الماضية.وفي ختام المباحثات، تم منح السيسي قلادة «مكاريوس الثالث»، وهي أعلى قلادة تمنحها جمهورية قبرص، كما منح السيسي الرئيس القبرصي قلادة النيل، تعبيراً عن عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين، شهدا بعدها التوقيع على مذكرتي تفاهم بين مصر وقبرص في مجالي الصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبرنامج تنفيذي للتعاون الأمني بين البلدين، كما ألقى السيسي كلمة أمام البرلمان القبرصي أشاد فيها بعمق العلاقات بين البلدين.أزمة السد
في غضون ذلك، تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، مساء أمس الأول، تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والتطورات الجارية في المنطقة، وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، إن شكري أحاط نظيره الأميركي بالتطورات الخاصة بملف سد النهضة الإثيوبي، والذي أعلنت القاهرة فشل المفاوضات مع إثيوبيا والسودان، بسبب تجاهلهما حقوق مصر التاريخية في مياه النهر المقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب.وشرح شكري التعثر الذي يعتري المسار الفني الخاص بإعداد الدراسات التي من شأنها أن تحدد الآثار المحتملة للسد على دولتي المصب وكيفية تجنبها، وهو ما يبعث على «القلق الشديد» بالنسبة للقاهرة، في ضوء الاعتماد الكامل لمصر على مياه النيل كمصدر وحيد للمياه، وبحسب «الخارجية» المصرية، فقد دار نقاش بين الوزيرين في هذا الموضوع، تم التأكيد خلاله على أهمية الالتزام الكامل من جميع الأطراف باتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا عام 2015، كمنطلق للحوار.وناقش الوزيران تطورات الأوضاع في المنطقة، لاسيما التوتر الحالي الناجم عن الأزمة اللبنانية وتداعياتها، والتدخلات الإيرانية لزعزعة استقرار المنطقة، والأزمة اليمنية، وأبعاد قرار الإدارة الأميركية الخاص بعدم تجديد الترخيص الممنوح لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتداعياته المحتملة، حيث أكد شكري أهمية إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين السلطة الفلسطينية وواشنطن.دعم الروهينغا
في سياق منفصل، علمت «الجريدة» أن شيخ الأزهر الإمام الأكبر، أحمد الطيب، سيبدأ يوم الجمعة المقبل زيارة على رأس بعثة إلى دولة بنغلادش، لتفقد أوضاع مسلمي الروهينغا الذين فروا من إقليمهم بدولة ميانمار، إثر أعمال العنف التي تعرضوا لها على أيدي السلطلت الرسمية هناك، وسيزور الطيب مخيمات مسلمي الروهينغا، كما يلتقي خلال الزيارة عددا من كبار المسؤولين والقيادات الدينية في بنغلادش، في إطار الخطوات التي يتخذها الأزهر لمساعدة ودعم اللاجئين من الروهينغا.