متسلقو الهيمالايا بحاجة إلى «إليزابيث»
تعترف بيلي بيرلينغ، بأنها لم يكن لديها في الصغر أي اهتمام خاص بالجبال، رغم نشأتها وسط جبال الألب بإقليم بافاريا الألماني. وتقول إن الشعار الذي كان كثيراً ما يتردد بالمنطقة التي تعيش فيها، وكانت هي نفسها تؤمن به عندما كانت فتاة شابة، هو "فلتذهب جبال الألب، ودعونا نتطلع إلى البحر المتوسط".أما الآن، فقد أصبحت بيرلينغ في الخمسين من عمرها، ونجحت بالفعل في تسلق قمة إيفرست، وأربعة جبال أخرى يزيد ارتفاعها على 8 آلاف متر، وهو ما يجعلها من أنجح متسلقات الجبال في ألمانيا.وصارت بيرلينغ تتمتع بسلطات خاصة في مجال تسلق القمم الجبلية، بعد أن تطوعت لمعاونة إليزابيث هاولي، مؤسسة "قاعدة بيانات الهيمالايا"، وهو مشروع يهدف إلى رقمنة سجل أسماء الأشخاص الذين نجحوا، وكذلك الذين لم ينجحوا، في الوصول إلى سقف العالم.
وتحتفظ وزارة السياحة النيبالية بسجلها الخاص بأسماء الأشخاص الذين صعدوا أعلى القمم في العالم، حيث يوجد في تلك الدولة 14 قمة جبلية يزيد ارتفاعها على 8 آلاف متر. لكن ختم الموافقة من السيدة هاولي (93 عاماً)، هو في حقيقة الأمر الشهادة الفعلية التي يتطلع متسلقو الجبال إلى الحصول عليها في فترة ما بعد الحرب.وبدأت هاولي تجمع قاعدة البيانات على آلة كاتبة منذ ستينيات القرن الماضي، وكانت تعمل آنذاك مراسلة صحافية في مدينة كاتماندو. ومن بين المغامرين الذين حصلوا على ختم الموافقة من هاولي: إدموند هيلاري، ومتسلق الجبال الإيطالي رينهولد ميسنر، والألماني رالف دويموفيتس.لكن ربما يكون الأشخاص الذين فشلوا في الحصول على شهادة موافقة من إليزابيث هم الأكثر إثارة للاهتمام، حيث مازالت الشكوك تحوم حول الإنجاز الذي حققته أوه يون سون، التي أصبحت عام 2010 أول امرأة كورية تتسلق القمم السبع، بعد أن أعطتها هاولي تصنيفاً "غير مؤكد" بشأن صعودها قمة جبل كانجشينجونجا، التي يبلغ ارتفاعها 8586 متراً.