هل تراجع نصرالله أمام الضغوط العربية؟
أبدى استعداده للانسحاب من العراق بعد هزيمة «داعش» ونفى تورطه في «صاروخ الرياض»
عقب بيان عالي السقف لوزراء الخارجية العرب ضد «حزب الله» اللبناني وتحميله مسؤولية «دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية»، أبدى الأمين العام للحزب حسن نصرالله، أمس، استعداده لسحب قواته من العراق، نافياً تورط حزبه في إطلاق الصاروخ البالستي على العاصمة السعودية الرياض في 4 الجاري. وبخطاب حمل رسائل في عدة اتجاهات، قال نصرالله إن «مهمة الحزب في العراق أُنجِزت بعد هزيمة داعش»، مبيناً أنه «على ضوء هذا التقدم، سنقوم بمراجعة الموقف، وإذا وجدنا أن الأمر قد أنجز ولم تكن هناك حاجة لوجود هؤلاء الإخوة هناك فسيعودون للالتحاق بأي ساحة أخرى تتطلب منهم ذلك».ورغم تشديد نصرالله على أنه «لا علاقة» لهذا التوجه ببيان وزراء الخارجية العرب، قال مراقبون إن انسحاب «حزب الله» من العراق بمجرد هزيمة «داعش»، يعني أن الحزب يبعث بإشارة إلى استعداده أيضاً للانسحاب من سورية بمجرد هزيمة التنظيم فيها، وهو أمر أصبح وشيكاً.
في غضون ذلك، نفى نصرالله أي علاقة لحزبه بالصاروخ البالستي الذي تبنى المتمردون الحوثيون إطلاقه باتجاه الرياض قبل أن تعترضه القوات السعودية، وهو الأمر الذي تسبب في التصعيد السعودي الأخير ضد الحزب. وقال نصرالله: «لا علاقة لأي رجل من حزب الله اللبناني بإطلاق هذا الصاروخ»، متابعاً: «أنفي بشكل قاطع هذا الاتهام الذي لا يستند إلى حقيقة ولا إلى دليل»، نافياً كذلك إرساله أسلحة إلى كل من اليمن والبحرين والكويت، على ضوء اتهامات خليجية بدعمه الحوثيين وتدخله في الشؤون الداخلية لدول عربية عدة.وأضاف أن «ثمة مكانين أرسلنا إليهما سلاحاً بكل شفافية، الأول فلسطين المحتلة، حيث لنا شرف إرسال صواريخ كورنيت، وفي سورية بالسلاح الذي نقاتل به»، لافتاً إلى أن اتهام حزبه بأنه «إرهابي» ليس جديداً، ودعا أنصاره إلى تجاهل هذا الأمر.