عرض رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، مساء أمس، دوافعه في الاستقالة من منصبه للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقال الناطق الرئاسي، السفير بسام راضي، إن "الرئيس السيسي استقبل الحريري وناقش اللقاء الأزمة اللبنانية ومستجدات الأوضاع في المنطقة".وعلمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن "مصر عرضت رؤيتها للحل على الحريري، وضمنتها في وثيقة إلزامية تضع جميع الأطراف اللبنانية أمام مسؤولياتهم، وتضمن وقف التصعيد الإعلامي، وعدم لجوء أي طرف سياسي إلى الشارع عبر تحريض أنصاره"، مشيرة إلى أن "القاهرة تلقت ردود فعل إيجابية على الوثيقة من بعض الأطراف، من دون أن يسميها".
وقال المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه: "الوثيقة نصت كذلك على إجراءات عقابية ضد المخالفين لبنودها، خاصة ضد كل من يتورط في جر لبنان إلى تلاسن يدفعها لصدامات في الشارع، على أن تكون الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الجهات التي تحدد العقوبات"، لافتا إلى أن "الوثيقة تنص على استمرار الحريري في منصبه، على أن يتم إيفاد ممثل لكل الأحزاب اللبنانية للوصول إلى حلول توافقية إزاء الملفات الخلافية". وتابع: "سيتم تكليف وفد من الجامعة العربية والأمم المتحدة بمراقبة الوضع في لبنان".وأكد المصدر أن "تطورات المنطقة خاصة في سورية والعراق جعلت الأجهزة المصرية منفتحة على جميع التيارات وأطراف النزاع، رغبة منها في الوصول إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، ومنع أي تطورات تؤثر سلباً على الأمن القومي المصري والعربي"، مضيفا: "مصر منفتحة بحسابات دقيقة على جميع أطراف الأزمة اللبنانية، وتتواصل بشكل دائم مع مؤسسات الدولة اللبنانية".وختم: "الرئيس الحريري غادر مصر بعد لقاء الرئيس السيسي متجهاً إلى لبنان لحضور عيد الاستقلال الوطني في لبنان، فيما بعث الرئيس السيسي مندوبا من رئاسة الجمهورية إلى سفارة لبنان لحضور الاحتفال".وقال الخبير في مركز "الأهرام للدراسات السياسية" عمرو الشوبكي لـ "الجريدة" أمس: "مصر مع التهدئة في لبنان وضمان عدم التصعيد"، لافتا إلى أن "لقاء السيسي والحريري عزز المسار السياسي لحل الأزمة وتخفيف الاحتقان، والمؤشرات تؤكد التهدئة، رُغم وصم الجامعة العربية لحزب الله بالإرهابي". وتابع: "القاهرة متحفظة بشكل كبير عن ممارسات حزب الله في المنطقة، لكنها ترفض مواجهته عسكريا، أو إعطاء الضوء الأخضر لأي دولة لمعاقبته عسكرياً".ويأتي كل ذلك مع احتفال اللبنانيين اليوم بالذكرى الـ 75 للاستقلال، في ظل تساؤلات أوجدتها استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة. ويقام هذه السنة احتفال في جادة شفيق الوزان- وسط بيروت، بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون وأركان الدولة اللبنانية. وأعلن قائد الجيش جوزيف عون أن "الاستقرار الأمني يشكل قاعدة صلبة لإعادة إنتاج الحلول السياسية المنشودة، وجسر عبور للانتقال مجددا من ضفة القلق والشك إلى ضفة الخلاص والإنقاذ". ودعا عون العسكريين في "أمر اليوم بمناسبة عيد الاستقلال، إلى "الجاهزية التامة على الحدود الجنوبية لمواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي وخروقاته، وما يبيته من نيات عدوانية ضد لبنان وشعبه وجيشه، كما دعا إلى السهر الدائم على حسن تنفيذ القرار 1701 بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة في لبنان، حفاظا على الاستقرار". في المقابل وصف مسؤول إسرائيلي كبير، أمس، تحذير الجيش اللبناني من اعتداء محتمل على الحدود بأنه "هراء"، وفق ما أفادت "رويترز".ولفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في برقية وجّهها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، هنّأه فيها بمناسبة الذكرى الـ 74 للاستقلال، إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية تقدر كثيراً العلاقات الثقافية والعائلية والسياسية والاقتصادية الدائمة بين شعبينا وبلدينا".وأكد ترامب أن "لبنان كان شريكاً قوياً مع الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة تهديد الإرهاب والتطرف العنيف"، مشدداً على "أننا نقف بثبات مع لبنان، وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته".كما هنأ ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، في برقية أمس، الرئيس عون لمناسبة ذكرى الاستقلال، متمنياً له "الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني اطراد التقدم والازدهار".بدوره، أكّد رئيس النظام السوري بشار الأسد في برقية، أمس، بمناسبة عيد الاستقلال، "الحرص على تعزيز الروابط الأخوية القائمة بين بلدينا الشقيقين، لما فيه مصلحة شعبينا والمصالح العليا للأمة العربية".
بري
إلى ذلك، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، برقية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب هنأه فيها بعيد الإستقلال، مؤكدا أن "الولايات المتحدة تقدر كثيراً العلاقات الثقافية والعائلية والسياسية والإقتصادية الدائمة بين شعبينا وبلدينا"، لافتا إلى أن "لبنان كان شريكاً قوياً مع الولايات المتحدة في مواجهة تهديد الإرهاب والتطرف العنيف". وختم: نقف بثبات مع لبنان وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته".في السياق، أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس روماتي، أمس، أن بلادها "تنتظر من حزب الله التخلى عن السلاح، والتعامل كحزب سياسي يحترم سيادة لبنان بشكل كامل، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة"، مضيفة: "نعتبر استقرار لبنان أمرا يتطلب أن يبقى بمنأى عن توترات المنطقة، ونرى انخراط حزب الله فى حرب سورية أمرا خطيرا، ونذكّر بأولوية ضمان الأمن على طول الخط الأزرق عند الحدود بين لبنان وإسرائيل".كما تلقى وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، أمس، رسالة من نظيره الايراني محمد جواد ظريف، وذلك في ضوء التطورات السريعة التي تشهدها المنطقة. ولفت ظريف الى "وجوب إتاحة الفرصة لرئيس الجمهورية والمؤسسات الدستورية الشرعية لاتخاذ القرارات المناسبة، وفقا لمقتضيات المصلحة الوطنية، بعيدا عن الهواجس والضغوط الخارجية وعن الأساليب التحريضية، والسعي إلى فرض آراء خارجية على شعب وسيادة لبنان".