مع غياب مسرح مصر وعزوف الجمهور عن «الستاند أب كوميدي» في مصر، كان لا بد للفضائيات من أن تبحث عن بديل ترفيهي، فجاءت «صولو»، فكرة إسلام إمام وإخراجه، وتأليف طارق رمضان، وديكور حازم شبل.

عن التجربة يتحدث إمام قائلاً: «لاحظت عدم تطور «الستاند أب كوميدي» الذي يُعرض على القنوات الفضائية وانصراف الجمهور عنه، بالإضافة إلى تدني مستوى الأعمال المسرحية الكوميدية الموجودة وتحوِّلها إلى صفقات مع القنوات الفضائية. من هنا كانت فكرة «صولو» وبدأت بالعمل عليها أنا والمؤلف طارق رمضان».

Ad

يتابع: «نقدم عملاً كوميدياً بديلاً عن الأعمال الراهنة مع الاحتفاظ بمستوى فني متميز من خلال كتابة جيدة. وتقوم الفكرة على وجود نجم واحد يتعرض لموقف كوميدي ومن خلاله تحدث المفارقة التي يعيش معها طوال مدة العرض».

ويوضح إسلام أنه اتفق مع نجوم للمشاركة في المشروع من بينهم، سامح حسين، وحنان مطاوع، وفتحي عبد الوهاب، وعمرو عبد الجليل، وسوسن بدر، وهالة صدقي، وآيتن عامر، ومي كساب، ونضال شافعي، وبيومي فؤاد، وأحمد فتحي، ومحمد ثروت، كذلك جار الاتفاق مع اثنين من نجوم الكوميديا الشباب، ذلك حرصاً منه، كما يقول، على التنوع وإرضاء الجمهور.

ويضيف أن العروض تبدأ قريباً على إحدى القنوات الفضائية، و«أثق في رد فعل الجمهور، لأننا حرصنا على تقديم وجبة فنية كوميدية من دون تسطيح أو تسفيه.

من جانبه، يُعرب المخرج المسرحي الكبير عصام السيد عن إعجابه بالتجربة، مثنياً على الفكرة واحتفاظها بطبيعة المسرح القائم على الكتابة الجيدة والمضمون اللافت، ويقول: «أن نقدم كوميديا لا يعني أن تكون تافهة أو تفيض بالتسطيح».

ويضيف أن ما شاهدناه على الفضائيات من أعمال منسوبة إلى المسرح يُشكل إساءة إلى الكوميديا والمسرح عموماً. أما في هذه التجربة فثمة عمل قائم على فكرة جيدة وكتابة وإخراج وتمثيل متميزين.

ويتمنى السيد أن تنجح هذه التجربة وتستمر «لنتخلص من الأعمال السيئة التي عُرضت الفترة الماضية، كذلك يطمح إلى إطلاقها للجمهور العام قبل العرض التلفزيوني، موضحاً أن فكرة المونودراما ليست جديدة ولكن الجديد مغازلة جمهور الشباب الذي لم يشاهد هذا النوع من المسرح الذي يُناقش مشاكل المجتمع في إطار ساخر، ومن خلال نجوم لهم جماهيرية واسعة.

رأي النقد

أعربت الناقدة ماجدة خير الله عن سعادتها بالتجربة التي تمثل عودة مسرح التلفزيون الذي قدمه فؤاد المُهندس وعبد المنعم مدبولي في الستينيات من القرن الماضي، وكانت تلك الأعمال تُعرض للجمهور العام مدة أسبوع ثم تُصوّر بشكل احترافي للتلفزيون، أبرزها: «أنا وهو وهي، أنا وهي وسموه».. وغيرها من أعمال متميزة. و«لكن يُعيب التجربة الجديدة عدم عرضها للجمهور العام والاكتفاء بعدد عروض أثناء التصوير للفضائيات». وتضيف خيرالله أن الغرض الرئيس من العرض المسرحي عودة الجمهور إلى المسرح بعد انصرافه عنه سنوات طويلة، ذلك من خلال أعمال جيدة وليس العرض في الفضائيات، وهو سر نجاح مسرح التلفزيون الذي يجذب قطاعاً كبيراً من الجمهور.

وتختم كلامها: «كذلك هذه التجربة لا تُقارن بالستاند أب كوميدي الذي تغيب عنه الفكرة والموقف المكتوب، ويعتمد على الارتجال. ولكن يبدو أن القيمين عليها غير مدركين أبعاد ما يقدمونه ولا أهميته».

هالة صدقي وحنان مطاوع

ترى هالة صدقي أن المستوى المتواضع فنياً الذي ظهر عليه مسرح مصر وانصراف الجمهور عن «الستاند أب كوميدي» الذي عُرض أخيراً، أديا إلى البحث عن عمل كوميدي بديل يعود من خلاله الجمهور لمشاهدة هذه الأعمال، موضحة أن القنوات الفضائية تحمّست للمشروع. وتابعت الفنانة المصرية: «عندما عرض عليّ المخرج إسلام إمام الفكرة وجدتها جيدة وجديدة تتناول سلبيات المجتمع المختلفة في إطار كوميدي ساخر، فوافقت عليها فوراً لأني أبحث دائماً عن الجديد والمختلف، خصوصاً أني لم أقدم عملاً كوميدياً منذ سنوات ولم أشارك أيضاً في عرض مسرحي منذ فترة طويلة.

وأكّدت حنان مطاوع أن العرض جديد ومختلف ويُعيد الحياة إلى المسرح من خلال مونودراما كوميدية، مضيفةً أنها وافقت على المشاركة في المشروع واختارت هذا النص تحديداً لأنه تدريب شاق للممثل الذي يتحمّل العرض بمفرده كاملاً من أداء متلون وحركة وغناء.

وحول عدم تقديم العرض للجمهور العام، أكّدت الفنانة المصرية أن التجربة قائمة على البث على الفضائيات فحسب، وهي تتمنى أن يُعاد عرضها للجمهور لأن الهدف من هذه الأعمال دخول المتفرّج إلى المسرح بعد سنوات من غيابه، متنمية أن تكون هذه التجربة عودة لمسرح التلفزيون الذي أطلق عروضاً جيدة نالت إعجاب الجمهور وظلت في ذاكرة المسرح سنوات طويلة.