لعب الممثل غاري أولدمان شخصيات عديدة خلال مسيرته الفنية الطويلة، منها الموسيقار بيتهوفن، ولي هارفي أوزوالد قاتل الرئيس الأميركي جون كنيدي، والحاكم الروماني بيلاطس البنطي، لكنه يرى أن تجسيد شخصية رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل ينطوي على التحدي الأكبر.

وقضى أولدمان شهورا في جمع معلومات عن شخصية تشرشل، وأربع ساعات يوميا لوضع مساحيق على الوجه وارتداء الملابس وتقليد الصوت الشهير لرئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، حتى يقدم فيلمه الجديد "داركيست أوار". وكانت قدرة أولدمان على التحمل تمثل تحديا آخر.

Ad

وقال أولدمان (59 عاما) إن "تشرشل ودون منازع هو أعظم بريطاني على الإطلاق بالنسبة للكثيرين، وجسد آخرون شخصيته كثيرا في الماضي. ليس عليك سوى قتل هذه المخاوف وتنحيتها جانبا".

واضاف: "يملؤك شعور بالخوف، لكن ربما هذا هو ما يمنحك أفضل أداء. أظهر في كل مشاهد الفيلم تقريبا، وعملت لأيام طويلة وقضيت ساعات على مقعد لوضع مساحيق الوجه. كنت أتمنى أن أنتهي من العمل. وكان ينبغي أن أحضر كل يوم وأنا مفعم بالطاقة".

ويركز الفيلم، الذي أخرجه جو رايت، ويبدأ عرضه في دور السينما الأميركية اليوم، على شهري مايو ويونيو 1940، عندما كانت بريطانيا فيما يبدو على شفا الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، وواجه تشرشل انقسامات داخل حكومته والجيش والأسرة الحاكمة.

ويبدو أن المخاطر التي تكبدها أولدمان جنت ثمارها، إذ يقول متابعون لترشيحات الجوائز السينمائية إن الممثل والمخرج والمنتج المولود في بريطانيا من أبرز الأسماء التي قد يتم ترشيحها للفوز بجائزة أوسكار.

وتطلب تجسيد تشرشل ستة أشهر من جمع المعلومات ومشاهدة لقطات وثائقية لتشرشل والاستماع له، وتحويل شكل أولدمان بالكامل لأنه لا يشبه الزعيم البريطاني الراحل كثيرا. وقال أولدمان: "بعد ساعتين و45 دقيقة من وضع مساحيق الوجه تبدأ نوعا ما في رؤية روح ونستون وكأنها تنظر إليك".

وذكر رايت، مخرج الفيلم، أن موهبة تشرشل في الخطابة لم تكن مهمة للفيلم فحسب، بل كانت عاملا محوريا في رد فعل بريطانيا على خطر هزيمتها من ألمانيا في 1940.