هل الشرع فعلاً هو الحل؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد جرى تغييب فاروق الشرع، الذي ينتمي إلى إحدى العائلات المرموقة في منطقة درعا، التي انطلقت منها شرارة هذه الثورة التي بقيت متواصلة منذ مارس 2011 حتى الآن، لأنه كما يقال قد اعترض على مواجهة مظاهرات سلمية بالعنف والقوة وإراقة الدماء... وهذا بالطبع محرم وغير مقبول على الإطلاق، وهو ما أدى أيضاً إلى تغييب عبدالله الأحمر، نائب الأمين العام القومي لحزب البعث، الذي لم يبق منه إلا اسمه وعلمه الذي لم يعد يرفع إلا في المناسبات المتباعدة، وبعيداً عن أنظار قادة الميليشيات الإيرانية المذهبية.وهنا فإنه لابد من الإشارة إلى أنه لا شيء مؤكد بالنسبة لكل هذا الذي مر ذكره، لكن ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار هو أن الروس إن كانوا يسعون فعلاً لضمان وجودهم في المنطقة، ووجود قواعدهم في سورية، فإن عليهم ألا يواصلوا الرهان على هذا الحصان الذي سيكون خاسراً في النهاية لا محالة، وعليهم أن يلتقوا مع الآخرين على حل معقول، يمكن أن يكون مقبولاً، وأغلب الظن أن حلاً يكون فاروق الشرع رقماً رئيسياً في معادلته السياسية سيكون مقبولاً سورياً وعربياً ودولياً، بشرط أن يكون هو واجهة هذه المرحلة الانتقالية.لكن، ويجب وضع ألف خط تحتها وباللون الأحمر، على كل الذين يتجهون هذا الاتجاه، وفي مقدمتهم فلاديمير بوتين، أن يدركوا أن "سورية المفيدة" أصبحت جاهزة، وأن الإيرانيين، الذين قد يبطنون غير ما يظهرون، سيضعون كل عصيهم في دواليب هذا الحل، الذي إن كان مطروحاً بالفعل فإن تقسيم هذا البلد سيكون تحصيل حاصل، وهذا إن لم يكن الروس حازمين، ولم تتخل الولايات المتحدة عن ضبابيتها القاتلة، ولم يتخل "الأخ" إردوغان عن أوهامه الإمبراطورية.