في محاولة لإخراج ألمانيا من أسوأ أزمة سياسية تشهدها منذ 70 عاماً، عقب فشل مفاوضات المستشارة انجيلا ميركل لتشكيل حكومة ائتلافية، أجرى الرئيس فرانك فالتر شتاينماير محادثات مع الحزب «الديمقراطي الحر» وحزب «الخضر»، لبحث سبل تفادي الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.

وبدأ شتاينماير المحادثات بلقاء رئيسي «الخضر»، زيمونه بيتر وجيم أوزدمير، في قصر الرئاسة «بيليفون» ببرلين، ثم عقد اجتماعا مع رئيس «الديمقراطي الحر» كريستيان ليندنر الذي حُمل مسؤولية انهيار مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم مع التحالف المسيحي المنتمية له ميركل، من جانب «الخضر».

Ad

ومن المقرر أن يلتقي اليوم شتاينماير، المرشح الخاسر على منصب المستشار في سبتمبر الماضي، زعيم الحزب الاشتراكي، مارتن شولتس، لبحث إمكانية دفع حزبه للعدول عن موقفه الرافض لتشكيل حكومة مع ميركل تقود ألمانيا في الدورة التشريعية المقبلة 2017-2021.

وفي أعقاب نتيجة مخيبة للآمال بالنسبة للتحالف المسيحي في انتخابات سبتمبر الماضي، اضطرت المستشارة الألمانية للدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف ثلاثي يجمع تكتلها المكون من الحزب «المسيحي الديمقراطي» والحزب «المسيحي الاجتماعي البافاري»، والحزب «الديمقراطي الحر» وحزب «الخضر».

وفي حال فشلت محاولة الرئيس الألماني في استئناف المفاوضات بين الأحزاب، فإنه من المحتمل إجراء انتخابات مبكرة.

وكان «الديمقراطي الحر» الألماني أعلن في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي أن المحادثات فشلت وانهارت بسبب عدم بناء الثقة بين الأحزاب المتفاوضة.

انتقاد ميركل

وفي وقت تتعقد الاحتمالات ببرلين، انتقد شولتس، إعلان ميركل، اعتزامها الترشح مجددا لمنصب المستشار في حال أجريت انتخابات جديدة في البلاد.

وقال الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، مساء أمس الأول، إن «هرولة السيدة ميركل مرة أخرى إلى التلفزيون وإعلانها الترشح، أجد أنه عدم تقدير للمحادثات التي دعا الرئيس كل الأحزاب للتو إليها وطالب بها».

في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الألماني زيجمار غابريل من إعطاء انطباع على مستوى السياسة الخارجية بأن ألمانيا غير قادرة على التصرف.

وذكر غابريل، في كلمته أمام البرلمان الألماني، خلال مناقشة تمديد مهام الجيش الخارجية أمس، أنه لا ينبغي القيام بشيء خلال الفترة المقبلة يمنح الذين يتطلعون لإضعاف النظام العالمي الحر أدلة «على أن موثوقية ألمانيا في خطر».

وقال إن بلاده لديها تأثير كبير لإحلال السلام والاستقرار في العالم، مضيفا أنه يتعين الحذر من أن «أعداء النظام العالمي الحر يحاولون إساءة استغلال تصرف الألمان كدليل على أن الديمقراطيات الغربية لم تعد قادرة على التصرف بالقدر الكافي».

ويناقش البرلمان الألماني في دورته التشريعية الجديدة إقرار تمديد قصير المدى لسبع مهام خارجية للجيش، من بينها مهمة تدريب القوات المسلحة في أفغانستان بغرض تخطي فترة تشكيل الحكومة التي تعثر تشكيلها.