طهران تُوسِّط تونس لدى الرياض
أبلغتها رغبتها في إجراء محادثات مع السعودية لحل الخلافات... والمملكة ترد خلال أيام
● الجهيناوي سلّم إلى الجبير المقترح الإيراني خلال اجتماع القاهرة
● الإيرانيون يستعجلون إعلان نهاية «داعش» ويلمحون إلى الانسحاب من العراق وسورية
علمت "الجريدة" من مصدر مطلع في "الخارجية" الإيرانية أن المدير العام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوزارة السفير محمد إيراني، زار يوم الجمعة الماضي تونس، كمبعوث خاص لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، حاملاً رسالة منه إلى نظيره التونسي خميس الجهيناوي، وطلب منه التدخل في أزمة طهران والرياض، والبحث مع السعوديين عن إمكانية إجراء مباحثات خلف الكواليس بين البلدين لحل الخلافات.وحسب المصدر، فإن الجهيناوي، وعد بنقل الرسالة إلى المملكة، وبلغها لوزير خارجيتها عادل الجبير، على هامش مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية الطارئ الذي عُقِد في القاهرة الأحد الماضي.وأفاد بأن الجهات التونسية أعلمت الإيرانيين بأن الرسالة سُلِّمت للرياض، وأنه من المقرر أن يقوم السعوديون بالرد عليها خلال الأسبوع المقبل بعد دراستها، مبيناً أن طهران اختارت تونس للقيام بهذا الدور لعلاقاتها الجيدة مع الطرفين، ولبعدها عن الأضواء، في حين لو طلبت وساطة الكويت أو عمان مثلاً فسيكون التحرك مكشوفاً وقد يسبب تعقيدات إضافية تنسف المفاوضات قبل بدئها.
وأضاف أن الجانب الإيراني اختار التحرك بهذا الشكل بحيث إذا وافقت المملكة على التفاوض فإنه يمكن بعدئذ الانتقال إليه بصورة علنية، رافضاً الحديث عن تفاصيل مضمون الرسالة، إلا بأنها "تقوم على مبدأ أن مصلحة إيران والسعودية والمنطقة تستوجب حل الخلافات عبر المفاوضات، وأن التصعيد لن يكون في مصلحة الجانبين". في سياق متصل، ورغم استمرار المعارك في العراق وسورية، وانخراط "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب فيهما، سارعت إيران إلى إعلان نهاية تنظيم "داعش"، مستبقة إعلان النصر في بغداد أو دمشق، في محاولة لاستغلال الأمر من جهة، مع إشارة إلى أنها باتت مستعدة للانسحاب من المنطقة وسط تصاعد الضغوط الدولية عليها، من جهة أخرى.وقالت مصادر إيرانية لـ"الجريدة"، إن "أحد الأمور المطروحة اليوم هو انسحاب الحرس الثوري من العراق وسورية، والأمر ممكن أن يحصل بعد تثبيت وضعية القوات الموالية لإيران"، موضحة أن "طهران تسعى إلى إدخال القوات الموالية لها في المؤسسات العسكرية والأمنية بالدول التي ينسحب منها الحرس الثوري، مع إعطائها مناصب سياسية".وأشارت المصادر إلى أن "بين هذه القوى، الحشد الشعبي في العراق وقوى علوية وضباطاً في الجيش السوري موالين لإيران". وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن نهاية "داعش"، بينما بعث قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني برسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي أبلغه فيها أنه أتم المهمة التي كلفه إياها وهي اجتثاث ذلك التنظيم.