بعد عامين وشهر تماماً على لقائهما في 20 أكتوبر 2015، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتجع سوتشي على البحر الأسود، أمس الأول، الرئيس السوري بشار الأسد، وبحث معه الحل السياسي للأزمة سورية التي تعيش حرباً أهلية تخللتها مواجهة مع تنظيمات إرهابية منذ عام 2011. وأعلنت موسكو، أمس، الزيارة التي استغرقت
4 ساعات، مشيرة إلى أن بوتين أبلغ الأسد أنه «بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد»، موضحة أن الرئيس الروسي قال عقب الاجتماع إن نظيره السوري «مستعد للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار».وذكرت أن الأسد لم يتمكن من السيطرة على مشاعر الامتنان لبوتين، بدءاً من العناق الحميم على أدراج مقر إقامة الأخير، وصولاً إلى عبارات الشكر التي وجهها للجنرالات الروس الذين شاركوا في العمليات بسورية، والذين حرص بوتين على تعريفه بهم بطريقة أظهرت غياب الرئيس السوري عن القرار العسكري. وفي وقت لاحق، أعلن بوتين، خلال لقائه نظيره التشيكي، ميلوش زيمان، أمس، أن أكثر من %98 من الأراضي السورية تحت سيطرة الحكومة السورية.
وأجرى الرئيس الروسي اتصالات هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان وأمير قطر تميم بن حمد. وقال المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، إن بوتين أبلغ الملك سلمان نتائج اجتماعه بالأسد.وجاء هذا التحرك عشية قمة سوتشي التي تجمع بوتين بنظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني، لبحث الأوضاع الميدانية والسياسية في سورية.وقال مصدر دبلوماسي روسي، لـ«الجريدة»، إن الزعماء الثلاثة سيبحثون مشاركة الأكراد في مؤتمر حوار وطني سوري تنوي موسكو تنظيمه، كما سيبحثون إمكانية إجراء مصالحة بين إردوغان والأسد. وأكد المصدر أن بوتين قرر التحرك على خط تسوية الأزمة السورية، بعد لقائه القصير مع ترامب في فيتنام، إذ تأكد له أن الأميركيين ليس لديهم مشروع جاهز لحل هذه الأزمة، موضحاً أن الرئيس الروسي طلب من الأسد فتح صفحة جديدة مع تركيا وقطر وقبول تشكيل حكومة ائتلافية جديدة مع المعارضة، ومنح بعض صلاحياته للحكومة، على أن يبقى الأسد رئيساً حتى انتهاء دورة رئاسته الفعلية، ومن ثم يتم إجراء انتخابات بإشراف دولي يتسلم الرئيس المنتخب بعدها البلاد.وقال إن المشروع الروسي يتضمن توسيع مناطق وقف الأعمال العدائية، كي تشمل كل الأراضي السورية قبل دخول جميع الأطراف في مفاوضات تسوية سياسية، ومن ثم تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وإصدار قرار عفو رئاسي على جميع السوريين الذين انضووا تحت لواء المعارضة، وبعدها يقوم الجيش السوري بالانتشار وبسط سيطرته على كامل الأراضي السورية.وأضاف أن المشروع يتضمن أيضاً إتمام عملية إعادة المهجرين وبناء سورية عقب الخطوات السابقة، موضحاً أن هذه النقاط ستبحث مع الرئيسين روحاني وإردوغان، كي يتم الاتفاق على المحاور الأساسية لمؤتمر سوتشي.