ممثلون يخوضون الغناء... بين الانتشار وحلم «الفنان الشامل»

ظهر محمد عادل في مُسلسل «الطوفان» لمُخرجه خيري بشارة، في شخصية مُطرب غنائي يسعى نحو الاحتراف، وقدّم أغنية الدعاية للعمل بعنوان «بحبك يا أمي» من كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان عمرو مصطفى، وتوزيع أحمد الموجي، وأمين نبيل.

حققت الأغنية رواجاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتخطت حاجز الخمسة ملايين مُشاهدة وحازت إشادات الجمهور.

كذلك قدّم الممثل المصري «تحت الشباك»، إحدى الأغاني الكلاسيكية للمُطرب عزيز عثمان، وينتظر بحسب تصريحات المُنتج شادي مقار أن يقدم خلال المُسلسل أيضاً خمس أغان، بالإضافة إلى عدد من الأعمال القديمة، بحسب السياق الدرامي للأحداث.

يتولى بطولة «الطوفان» كل من ماجد المصري، وأحمد زاهر، وروجينا، وآيتن عامر، ومحمد عادل، وإيهاب فهمي، وفتحي عبد الوهاب، ووفاء عامر، ورامي وحيد، ونجلاء بدر، وسيد رجب، وعبير صبري، وعدد آخر من النجوم، فيما يهتمّ بالتأليف بشير الديك، والسيناريو والحوار محمد رجاء، والإخراج خيري بشارة.

لائحة طويلة

لائحة الفنانين الذين خاضوا تجربة الغناء طويلة تضم نجوماً في مُقدمهم فؤاد المُهندس، أحد أهم نجوم التمثيل الذين يتمتعون بأداء جيد، وكان يقدم دائماً في أعماله السينمائية أو المسرحية أغاني ما زال الجمهور يتذكرها لما نالته من شهرة في مُقدمها «خمس قارات»، وغيرها.

كذلك القدير عبد المنعم مدبولي أحد الفنانين الذين يتمتعون بصوت مميز، وأدى أغاني كثيرة في أعماله. ولا ننسى النجم أحمد زكي الذي خاض التجربة بنجاح وعبر أكثر من عمل، لا سيما أفلام «كابوريا، ومستر كاراتيه، وسواق الهانم، والبيه البواب». وكان الراحل موهوباً ولديه مساحات صوتية متنوعة، ذلك بإشادة النقاد وأهل الفن.

فأما الفنانة الكبيرة سعاد حسني فكانت إحدى أهم المواهب في تاريخ الفن العربي، وكانت تتمتع بصوت مُبهج وقدرة على التنوع وأداء الأغنية الطربية، وشملت غالبية أعمالها أغاني في مقدمها أفلام «أميرة حبي أنا، وخلي بالك من زوزو، والمتوحشة، وشفيقة ومتولي»، وفي مسلسلها «هو وهي» قدّمت مع الراحل أحمد زكي أغاني لا تمحى من ذاكرة المشاهدين ولا المُستمعين.

وأحد فناني الجيل الراهن الذي تفاعل الجمهور مع تجاربه الغنائية محمد هنيدي، كذلك محمد سعد، وهما قدما عدداً من الأعمال لا تخلو من المُشاركة الغنائية بصوت وأداء مميز.

كذلك أدّى زميلهما هاني رمزي أغاني في أعماله الدرامية والسينمائية مثل فيلم «عايز حقي» ومسلسل «عصابة بابا وماما»، حيث شارك نيكول سابا غناء شارتي البداية والنهاية. ولجأت ياسمين عبد العزيز إلى الغناء في كثير من أفلامها مثل «الدادة دودي» و«أبوشنب».

سُمية الخشاب التي بدأت مشوارها ممثلةً، اتجهت لاحقاً إلى الغناء وقدّمت ألبوماً كاملاً بعنوان «عايزاك كدة»، ثم عدداً من الأغاني الخليجية، علماً بأنها لم تترك التمثيل.

والأمر نفسه قامت به لقاء سويدان التي قدمت أفلاماً سينمائية ومسلسلات ثم أعلنت حبها للغناء، وأطلقت أغنية «مش عارفة أنا ليه» وصوّرتها بطريقة الفيديو كليب، ثم عادت إلى التمثيل.

يقول الناقد محمود قاسم حول هذه الظاهرة: «ثمة فرق بين الجيل القديم، أي فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وأحمد زكي وغيرهم، وبين الجيل الحالي، من ناحية تقديم الأغاني. قديماً، كان سياق العمل الدرامي يحتاج إلى أغنية أو أكثر فعلاً، وكان الفنان يسعى إلى خدمة الدور ليس أكثر»، مُضيفاً أن كثيراً من المُنتجين والنجوم يلجأ اليوم إلى ملء مساحة الفيلم لتحقيق الربح والانتشار فحسب. ويؤكد ألا مانع من ذلك إذا كان الفنان سيخدم الدور الفني له، فالغناء سلاح ذو حدين والحكم يرجع إلى الجمهور. لذا نجد أن ثمة فنانين تراجعت أسهمهم عندما اتجهوا إلى الغناء. من ثم، يجب الحذر وحسن الاختيار والتوظيف الصحيح لأن الممثل ليس مُطرباً.

بينما ترى الناقدة ماجدة خيرالله أن العمل الفني يحدد إذا كان على الفنان أن يغني ويمثل في الوقت نفسه، وذلك يتطلب أن يختار فريق العمل ممثلاً محترفاً ثم يلجأ إلى تركيب الصوت عليه وهذه حيلة انتهت تقريباً، والأسلوب الثاني أن يغني الممثل بنفسه وهو ما نشهده كثيراً.

تتابع: «شخصياً، لا أرى أي مانع لغناء الممثل سواء كان العمل يحتاج إلى ذلك أو لا، وثمة فنانون نجحوا في الاثنين معاً وباقتدار».

وتؤكد خير الله أن معايير الفنان في العالم اختلفت كثيراً ولا تتوقف على تعابير الوجه والانفعالات، بل يجب أن يكون متعدد المهارات، لا سيما الغناء وهو أحد أهم المعايير المطلوبة لدى أي فنان، تماماً كالعزف على آلة موسيقية.

تختم الناقدة: «باختصار، يجب أن تتوافر لديه القدرة على التنفيذ».