طهران تنفي... والجريدة. تؤكد طلب وساطة تونس مع السعودية
● إيران استطلعت مدى قبول الرياض للحوار معها عبر سفيرها قبل إيفادها مساعد ظريف
● الدبلوماسية الإيرانية أرادت من مبادرتها التأثير على «اجتماع القاهرة»
بينما نفت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، صحة طلب طهران من تونس التوسط بينها وبين السعودية، علمت "الجريدة"، التي اطلعت على هذا النفي المقتضب، من مصادرها في إيران أن حالة ارتباك واسعة انتابت دوائر الدبلوماسية هناك من جراء هذا التسريب، وحصلت على تأكيد جديد للمعلومات التي نشرتها، وتفاصيل إضافية من مصدر دبلوماسي عربي في طهران معني بالملف. وكانت "الجريدة" نشرت، أمس، تقريراً لمراسلها في إيران، يؤكد أن المدير العام لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوزارة، محمد إيراني، زار تونس الخميس الماضي، بصفة مبعوث خاص لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حاملاً رسالة منه إلى نظيره التونسي خميس الجهيناوي، يطلب منه التدخل في الأزمة بين طهران والرياض، والبحث مع الجانب السعودي إمكانية إجراء مباحثات "خلف الكواليس" بين البلدين لحل الخلافات.وأكد المصدر، لـ"الجريدة"، أمس، أن الوزير الجهيناوي التقى السفير الإيراني في تونس يوم 16 الجاري، لافتاً إلى أن الأخير استطلع الموقف، وطلب خلال اللقاء تدخل تونس في حل الخلافات بين بلاده والسعودية.
وأضاف أن "الجهيناوي استدعى السفير السعودي لدى تونس، وأبلغه الرسالة الإيرانية، وبعد حصوله على جواب إيجابي منه أطلع سفير إيران عليه"، موضحاً أن الأخير أجرى، عقب ذلك مباشرة، اتصالاً بطهران، التي أوفدت إلى تونس، مبعوثاً رسمياً من حكومة الرئيس حسن روحاني بالرسالة التي تحدثت عنها "الجريدة". وأفاد بأن طهران كانت تتوقع أن تساهم مبادرتها في التأثير على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة لمناقشة التدخلات الإيرانية.وكان المتحدث باسم "الخارجية" الإيرانية بهرام قاسمي اكتفى بالقول في مؤتمر صحافي بطهران إن بلاده "لم تطلب من تونس التوسط بينها وبين السعودية، وهذا الخبر عار من الصحة".وكانت وسائل الإعلام التونسية نشرت 16 الجاري خبراً يؤكد استقبال الجهيناوي السفيرين الإيراني والسعودي، كل على حدة. وفي اليوم نفسه استقبل الوزير التونسي المبعوث الخاص لوزير الشؤون الخارجية الإيراني.وقالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان بتاريخه، إن الرسالة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وبتطورات الوضع في منطقة الخليج، مشيرة إلى أن الجهيناوي أكد للمبعوث الإيراني حرص تونس على استتباب الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، وانشغالها بالتطورات الجارية فيها، وشدد على أهمية التمسك بالحوار والتفاوض باعتباره السبيل الوحيدة لحل الخلافات والإشكاليات الطارئة.وفي 17 الجاري، أعلن الجهيناوي، خلال جلسة استماع بلجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية بمجلس نواب الشعب حول ميزانية الوزارة لسنة 2018، أن سفير إيران زاره أخيراً، وطلب منه مشورة تونس ومساعدتها لتهدئة الأوضاع في المنطقة العربية والخليج، مضيفاً أنه التقى كذلك السفير السعودي الذي طلب منه أيضاً المساهمة في التهدئة.