لوحات لعيبي خليط من آلام الوطن بنكهة الإبداع
افتتحت معرضها الشخصي الثاني في الكويت بقاعة بوشهري
استضافت قاعة بوشهري للفنون المعرض الشخصي الثاني في الكويت للفنانة المتميزة والعالمية عفيفة لعيبي، حيث عرضت 29 لوحة، منها 15 لوحة رسمتها في السنتين الأخيرتين، أما البقية، فهي لوحات منتقاة من تواريخ مختلفة، وتعد أسساً مهمة لمراحل تطور أسلوب عملها وتخصصها ومنهجيتها.امتازت لوحات الفنانة عفيفة المعروضة بجماليات التوزيع اللوني، الذي جاء عبر خامات خاصة، فضلا عن مشهد الشخوص وعالم البورتريه الفني، الذي تميَّز بصياغات فنية عالية الاتقان.وتلعب الفنانة على وتر الشكل الاجتماعي، فترسم الأجنحة المكسورة لامرأة تحمل طائرا، وتبدو جماليات الإسقاط الفني. وتجمع عفيفة هذه الإسقاطات وعالم الواقعية الفنية في رصد جماليات المرأة داخل مجتمعها، وما يقابلها من متغيرات.
لم تنسّ لعيبي رسم المرأة والآلة الموسيقية، والمرأة في السوق، وعلى الشاطئ، وهي تفكر وتتأمل. لقد قدمت أحوالا مختلفة، ومواقف متنوعة، استطاعت من خلالها تقديم مشاهد جمالية أحسنت وأبدعت في صياغتها باحترافية عالية.وما تحمله عفيفة من إرث وتاريخ حضاري كبير وثقافة إبداعية طويلة جعلها تتبوأ مكانة مرموقة ومتميزة في عالم التشكيل. وعفيفة ابنة مدينة البصرة، التي تركت بصماتها الحضارية والتراثية أيضا على بعض أعمالها، تنحدر من أسرة فنية متميزة أضافت لها الكثير، بل هي فنانة أصيلة وموهوبة، وامرأة قوية، متحدية، جادة، مسؤولة، تتمتع بثقافة طاغية لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها.وكل ذلك منح أعمالها هوية خاصة بها، هي نتاج لتجربة ناجحة ورائعة. وقد سبق أن اقتنت الأمم المتحدة بعض لوحاتها المتميزة.يُذكر أن الفنانة عفيفة لعيبي وُلدت في البصرة منتصف القرن الماضي، وأكملت دراستها الأولية فيها، ثم انتقلت إلى بغداد، لتكمل دراستها في معهد الفنون الجميلة، وقد عملت رسامة في جريدة طريق الشعب بتلك الفترة، ثم سافرت إلى موسكو، لتكمل الدراسة العليا فيها، وحصلت على الماجستير، لتبدأ بعدها رحلة الإبداع والغوص في عوالم عديدة سجلتها من خلال مشاهداتها وقراءاتها وتنقلها بين المدن، بسبب الأوضاع السياسية في العراق آنذاك، ليستقر بها المقام في لاهاي الهولندية منتصف تسعينيات القرن الماضي.