«الطباخة» عملة نادرة
أناشد كل أم كويتية حريصة على مستقبل بناتها أن تدربهن على كيفية الطهي في العطلة الصيفية، بحيث تدخل البنت المطبخ مع أمها كل يوم وتتعلم الطهي، ومع مرور الأيام تصبح طباخة ماهرة.
كنت أشاهد مسلسلا محليا في إحدى القنوات الكويتية، فاستوقفني حوار دار بين الزوج وزوجته طالباً منها أن تدخل المطبخ، وتعد له طعام الغداء، فرفضت بشدة، وقالت له: "أنا بنت العز والدلال، أهلي ما ربوني على دخول المطبخ، وأبوي التاجر المعروف... مرت الأيام وحدث الطلاق بسبب عدم دخولها المطبخ".عندما يتزوج الشاب الكويتي من بنت بلده ويسكنان في شقة صغيرة لأن الإيجارات نار، يفاجأ الزوج بأن شريكة حياته لا تجيد الطهي، بل لا تعرفه بالمرة! فيضطر الزوج لإحضار الغداء والعشاء يومياً من المطاعم المنتشرة كانتشار النار في الهشيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تتعلم الفتاة الكويتية الطهي قبل زواجها؟قد يقول قائل إن الظروف الدراسية ومشاغل الحياة ووجود الخدم في البيوت الذين يقومون بكل صغيرة وكبيرة في المنزل أدت إلى عدم تعلم الفتاة الكويتية الطهي.
ومن مطلق حرصي على الأسرة الكويتية وعلى مستقبلها وعدم تفككها أناشد كل أم كويتية حريصة على مستقبل بناتها أن تدربهن على كيفية الطهي في العطلة الصيفية، بحيث تدخل البنت المطبخ مع أمها كل يوم وتتعلم الطهي، ومع مرور الأيام تصبح طباخة ماهرة، وبالتالي تكون عملة نادرة لزوج المستقبل السعيد الحظ، لأن المثل يقول: أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته، وليس أقرب طريق إلى قلبه المطاعم.والشيء بالشيء يذكر، تحضرني قصة واقعية حصلت في إحدى الدول الخليجية وإليكم القصة: طلب الزوج من زوجته أن تجهز طعام العشاء لأصحابه بعد الصلاة، رجع الزوج ودخل بالخطأ بيت جاره بسبب التشابه، فوجد امرأة نائمة فظن أنها زوجته فأخذ يضربها بالعصا ضربا مبرحا، فلما عرف أنها ليست زوجته خرج مسرعا إلى بيته وهناك وجد زوجته قد جهزت العشاء لأصحابه، في اليوم التالي اشترى قطعة من الذهب وذهب إلى بيت جاره قائلا: بالأمس دخلت بيتك بالخطأ وضربت زوجتك بالعصا وهي نائمة، فخذ هذه القطعة من الذهب وقدمها إلى زوجتك لكي تسامحني عن ضربها بالخطأ.قال الجار: مشكور على ضربك زوجتي، فهي الآن صارت تدخل المطبخ وتطبخ لنا، وتغير حالها بسبب ضربك المبرح لها، وردّ إليه الذهب.اقرأ واتعظ: عدد الخدم والسائقين في الكويت 650 ألفا تقريبا، وأثناء الغزو العراقي في 1990 غادروا الكويت، فمتى نتعظ ونعد فتياتنا وشبابنا للمستقبل؟