مصر : سيد أحمد: تحالف مصر وقبرص واليونان يكبح تركيا
قال الباحث المتخصص في العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات، أحمد سيد أحمد، إن تحالف مصر وقبرص واليونان يستهدف وقف تمدد النفوذ التركي في منطقة شرق المتوسط، موضحاً خلال مقابلة مع "الجريدة" أن مصر كانت تستهدف توسيع التحالف بضم إيطاليا إلا أن أزمة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني عطلت انضمامها للحلف، مشيراً إلى أن التقارير المغلوطة وراء الصورة السلبية لمصر فيما يتعلق بالملف الحقوقي... وفيما يلي نص الحوار:
• ما تقييمك للقمة الثلاثية التي عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره القبرصي ورئيس وزراء اليونان؟
- جزء من قمم سابقة عقدها الزعماء الثلاثة بهدف الاستفادة من ثروات البحر المتوسط كل بحسب مياهه الإقليمية، فضلاً عن التنسيق المشترك في المحافل الدولية، والتشاور في مجالات مكافحة الإرهاب وحل أزمات المنطقة في العراق وسورية وليبيا، ولاشك أن مصر تستفيد من اليونان وقبرص في توصيل وجهة نظر القاهرة تجاه الأزمات في الاتحاد الأوروبي بوصفهما عضوين في الاتحاد.
• كيف تنظر تركيا إلى ذلك التحالف؟
- أنقرة ترى في هذا التحالف الثلاثي عرقلة لأطماعها في المتوسط، خاصة فيما يتعلق بمشكلة شبه الجزيرة القبرصية، التي تدعم مصر توحيد شطريها تحت السيادة القبرصية، بحسب ما تم الاستقرار عليه في المحافل الدولية، والقاهرة بشكل عام تريد وقف التغلغل التركي فى المنطقة، لذلك قررت تدعيم علاقاتها مع قبرص واليونان، ومن وجهة نظري فإن التحالف الثلاثي قادر على فعل ذلك الأمر.• هل يمكن لمصر أن تشكل حلفاً من دول شرق المتوسط لمواجهة الإرهاب؟
- بالطبع، وهذا ما تعمل عليه مصر في الوقت الحالي مع قبرص واليونان، وكان من المفترض أن تكون معها إيطاليا.• هل تمكنت مصر وإيطاليا من تجاوز الخلاف بسبب قضية الشباب الإيطالي جوليو ريجيني؟
- أعتقد ذلك، فالقاهرة سلمت إيطاليا عدداً من الملفات المتعلقة بالتحريات التي أجرتها الحكومة المصرية حول القضية، الأمر الذي أحدث حلحلة نوعية للأزمة ما انعكس في إعادة إيطاليا سفيرها إلى مصر، وبشكل عام فإن المصالح المتجذرة بين الدولتين أجبرت القيادتين السياسيتين في البلدين على تجاوز أزمة ريجيني، فلغة المصالح دائماً أكبر من الخلافات مهمها كبرت، كما أن هناك تحديات مشتركة تواجه البلدين وفي مقدمتها الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتوتر الأوضاع في ليبيا.• ماذا عن العلاقات المصرية الأوروبية؟
- كثير من الدول الأوروبية كانت لا تتفهم حقيقة الأوضاع التي سبقت ثورة 30 يونيو 2013 وما أعقبها، لكن الخارجية المصرية تمكنت من تصحيح الصورة الخارجية لمصر، كما أن الزيارات التي قام بها الرئيس السيسي خارجياً إلى دول بينها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وهولندا صححت الكثير من الأوضاع المغلوطة، ولاشك أن صفقات السلاح التي أبرمتها مصر مع العديد من الدول الأوربية تعكس تفهمها حقيقة الأوضاع فضلاً عن مساهمة العديد من تلك الدول في الكثير من المشاريع التنموية، والعالم حالياً يفهم معنى أن تخوض مصر حرباً شرسة مع الإرهاب، نيابة عن دول في المنطقة.• كيف ترى الانتقادات الخارجية لمصر في الملف الحقوقي؟
- المشكلة أنهم ينظرون إلى الأوضاع في مصر من جانب واحد ويطلقون أحكاما مسبقة بعيدة عن الواقع بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بأوضاع المرأة، وكيف أنها تعاني التهميش والتمييز والتحرش، متناسين أن المرأة المصرية تتبوأ أعلى المناصب سواء في الحكومة أو البرلمان أو القضاء أو الجامعات، وللأسف الجمعيات الحقوقية الغربية تعتمد على تقارير مغلوطة ومن مصادر تحمل بعض التوجهات السلبية تجاه مصر، خاصة التقارير التي تصدر عن تنظيم الإخوان المسلمين، والظاهر حالياً أن أوضاع المرأة والأقليات وحقوق الإنسان والديمقراطية تستخدم كورقة لإدانة مصر والضغط عليها لاعتبارات سياسية، وهذه ازدواجية في التعامل من الغرب ومن منظمات المجتمع المدني.