«حلوى المولد»... مذاق مر بسبب الغلاء
على مدار عدة قرون من الزمان، ظلت «حلوى المولد» أحد أبرز مظاهر احتفال المصريين بذكرى مولد نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم)، التي تحل مجدداً الخميس المقبل، لكنها خلال هذا العام تأتي وسط أجواء يسيطر عليها الغلاء، حيث قفزت أسعار الحلوى بنسبة 20 في المئة، ما أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء في الأسواق، التي تشهد إقامة «شوادر» واسعة لبيع هذه الحلوى.وعزا الركود كثيرون إلى تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، ما بدل الطعم الحلو الذي ارتبط بالذكرى الدينية إلى مذاقٍ مُر، بسبب حالة الغلاء التي تسود البلاد، وتؤثر سلباً على أوضاع الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، منذ تحرير سعر صرف الجنيه، 3 نوفمبر 2015.
على غير العادة، تقلصت مظاهر الإقبال على محال وشوادر بيع حلوى المولد، رغم انتشارها في الأسواق قبل أسبوع من حلول الذكرى، حيث تراوح سعر علبة الحلوى بين 70 و400 جنيه، بينما بدأ سعر «عروسة المولد» من 50 جنيهاً كحد أدنى إلى 300 جنيه، في بلد لا يتجاوز فيه الحد الأدنى لأجور موظفي الدولة 1200 جنيه.في منطقة «المعصرة» تحدثت «الجريدة» إلى صاحب أحد محال بيع الحلوى، يُدعى عبدالرحيم عادل، الذي قال إن سعر علبة الحلوى الصغيرة زنة 1.5 كيلوغرام يبدأ من 60 جنيهاً، بينما يصل سعر العلبة الكبيرة إلى 120 جنيهاً، مُرجعاً سبب زيادة الأسعار هذا العام إلى ارتفاع سعر بعض الأصناف المستوردة.وقال صاحب محل آخر في منطقة حلوان، إن هناك ارتفاعاً في أسعار عرائس المولد بنسبة 50 في المئة ليتراوح سعرها من 50 إلى 300 جنيه، حسب الحجم، لافتاً إلى اختفاء حالة الزخم التي كانت مرتبطة بحلوى المولد، بسبب الغلاء.إلى ذلك، قال عضو شعبة صناعة الحلويات بالغرفة التجارية، محمد رأفت، إن «ارتفاع سعر الدولار أدى إلى زيادة أسعار خامات صناعة الحلوى مثل الدقيق والسكر والسمن»، مشيراً إلى ارتفاع أسعار حلوى المولد خلال الموسم الحالي بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المئة.