أعلنت شركة صناعة الطائرات الأوروبية المملوكة للدولة - ايرباص موقع مركزها للابداع في الصين. وكانت شنجن المدينة المحظوظة التي وقع الاختيار عليها، وهي مدينة مزدهرة تضم ما بين 12 و15 مليون نسمة (وتنمو بسرعة كبيرة بحيث ما من أحد يعرف أن عمرها أقل من 40 سنة).ويقول الناس إن شنجن كانت مجرد قرية صغيرة لصيد السمك في سنة 1979. وفي حقيقة الأمر كانت عبارة عن تكتل يضم أكثر من 300 قرية و300 ألف نسمة – ولكن بغض النظر عن كيفية سردك للقصة كان نموها لافتاً تماما.
وشنجن اليوم هي محور العالم المقبل والمكان الذي يقصده الناس لصنع الأشياء (الأجهزة الالكترونية في العادة)، ويشتهر سوق هواغيانغبي فيها بأنه المكان الذي تستطيع فيه شراء أي شيء وكل نوع من الالكترونيات بكميات تتراوح بين الواحد والمليون قطعة. وهي أيضاً موطن متعاقد شركة أبل فوكسكون وصانعة الهواتف الذكية الصينية هواوي والعديد من شركات التقنية، ولذلك لا غرابة أن تسعى ايرباص الى المشاركة فيها.ومركز ابتكار ايرباص في شنجن هو الثاني للشركة التي يوجد مقرها في مدينة تولوز في جنوب فرنسا، وهي مملوكة جزئيا لحكومات فرنسا وألمانيا وايطاليا. وقد تظن أن أول مركز ابتكار للشركة سوف يكون في أوروبا وربما في سيلكون سنتير في باريس أو سيلكون آلي في برلين، ولكن مركزها الرئيسي العالمي للابتكار يقع في قلب وادي السليكون وفي سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.وتصنع شركة ايرباص الطائرات في أماكن مثل تولوز وهامبورغ وموبايل وألاباما. ولديها في الصين خط تجميع في مدينة تيانجن حيث تعمل في مشروع مشترك مع مؤسسة صناعة الطيران الصينية المملوكة للدولة والتي على الرغم من أنها تصنع الطائرات الحربية النفاثة فهي مساهمة في شركة الطائرات التجارية الصينية التي تصنع طائرة سي 919 وهي أول طائرة محلية مدنية في الصين.ويرجع سبب عدم وجود مركز الابتكار العالمي لشركة ايرباص في أوروبا أو وجود مركزها في تيانجن الى أن القيمة الحقيقية للطائرة النفاثة تكمن في الأجهزة الالكترونية. كما أن ايرباص ليست في وادي السليكون من أجل تطوير تصاميم جديدة للطائرات بل لتطوير تقنية النقل الجوي الذاتي القيادة وطائرات الهليكوبتر لتقديم خدمة تشاطر الركوب على غرار أوبر – وهذه هي مشاريع وادي السليكون الحقيقية. ومن المؤكد أن مركز ايرباص في شنجن سيلعب دوراً في تحويلها كلها الى حقيقة واقعة.وتندمج شنجن ووادي السليكون بسرعة في محور عملاق واحد عبر المحيط الهادئ يمكنك أن تدعوه «كاليتشاينا». وقد تم تطوير الأفكار حوله في كاليفورنيا. وتم صنع الأشياء في الصين ونحن لا نتحدث هنا عن خطوط الانتاج (على الرغم من أنها في الصين أيضاً) بل عن الموديلات والنماذج الأولية.وشنجن ووادي السليكون متكافلان، لأنه على الرغم من أن الأحلام لاتزال تصنع في كاليفورنيا فإن الأشياء يمكن أن تصنع في الصين فقط.
اقتصاد
كاليفورنيا تصنع الأحلام والصين تنتجها
24-11-2017