بالعربي المشرمح: قطر غير!
بعيداً عن الأزمة الخليجية وتداعياتها والخلافات السياسية بشأنها، دعاني صديق لزيارة قطر الشقيقة والتي لم أزرها منذ ثلاثين عاما، فهالني ما رأيته من تطور ملحوظ لم يخطر ببالي رغم ما كان ينقل عنها من تطور بواسطة بعض الأصدقاء ممن زاروها في العشر سنوات الماضية، وهو أمر فاق كل الوصف الذي نقله لي من زارها مؤخرا، حيث لاحظت منذ هبوط الطائرة مطار الدوحة (حمد) الدولي وفخامته، وبدأت أركز وأنا في طريقي للفندق على كل شيء تغير بها.قطر أصبحت من أجمل الدول العربية وأجمل عواصمها بل فاق جمالها المعماري العديد من العواصم العربية العريقة، فجمال البنايات المعماري والهندسي فاق تصور المهندسين وإبداعاتهم من تصاميم تكاد تكون ضربا من الخيال وشوارعها النظيفة والسلسة لا "يتطاير منها الحصى"، فضلاً عن روعة جامعاتها الخاصة وتصاميمها واختلاف بناياتها التي تعتقد حين تراها أنها لوحة مرسومة بتشكيلات إبداعية لرسام مبدع، وحين تزور المقاهي ستجد نفسك في عالم آخر جمع الفخامة والهدوء وعبق الماضي، ومما شدني هناك احترام المواطنين والمقيمين للنظام المروري الذي تسير حركته رغم الازدحام بسلاسة لدرجة أنني لم أشاهد رجل مرور واحدا ينظم السير.
تثبت قطر بما يحدث فيها من تطور أن الدول لا تقاس بحجمها بل بإدارتها وتنميتها، حيث لاحظت ورشة عمل لا تهدأ أبداً حتى في ساعات الليل المتأخرة، أضف إلى ذلك نجاحها في استضافة مسابقة كأس العالم لعام 2022م، وهو إنجاز يسجل لها، كما أن بحبوحة العيش التي يتمتع بها الشعب القطري الشقيق إضافة أخرى ملموسة إلى الإنجازات القطرية المتلاحقة.يعني بالعربي المشرمح:الدوحة أصبحت من أجمل العواصم العربية لحسن إدارة أموال البلد، ليحقق القطريون تنمية مستدامة ورفاهية لشعبهم، لذلك نقول أن "قطر غير" ونسأل الله لهم الأمن والأمان والرفاهية وجميع شعوب الأمة، وإنهاء الخلافات الأخوية بينهم وبين أشقائهم، فالخليج سيبقى بدوله الست شامخاً رغم الظروف التي يمر بها.