بدأت مصر ثلاثة أيام من الحداد الوطني غداة مقتل 235 شخصاً داخل مسجد في الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث بينما يشن الجيش هجمات ضد العناصر الذين نفذوا الهجوم.وتشير كل العناصر إلى أن الاعتداء نفذه متطرفون مع أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها بعد.
وكان مسلحون فجروا عبوة ناسفة خارج مسجد في قرية الروضة-بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلي، وتقع القرية إلى الغرب من مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء، وتنشط في المنطقة مجموعات إسلامية متطرفة.وتعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أعلن الحداد في البلاد ثلاثة أيام، بالرد «على هذا العمل بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الإرهابيين التكفيريين».وقال أن «القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية ستقوم بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة القادمة»، بينما أعلن مكتبه الحداد الرسمي لثلاثة أياماً.وأعلن الجيش بعدها ببضع ساعات شن غارات جوية في المنطقة التي تحارب فيها قوات الأمن فرع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء.وصرح المتحدث باسم الجيش تامر الرفاعي أن قوات الجو دمرت عدداً من «العربات المُنفِذة للهجوم» الذي استهدف المسجد الذي غالباً ما يقصده صوفيون.
داعش
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية ذبح اثنين من الشيوخ الصوفيين في شبه جزيرة سيناء في ديسمبر 2016.ونشر تنظيم «ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية في حينه صوراً لأحد عناصره يقطع بسيف رأس رجلين مسنين اتهمهما بأنهما «طاغوتان يدعيان علم الغيب»، وقال أقارب سليمان ابو حراز وهو شيخ صوفي في التسعينات من العمر، إنه أحد القتيلين.وتنشط في مصر أيضاً مجموعة «أنصار الإسلام» التي تبنت في أكتوبر هجوماً في الصحراء الغربية في مصر قتل فيه 16 رجل أمن.منذ إطاحة الرئيس السابق الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو 2013 تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وبعض المجموعات الإسلامية المتطرفة، تتركز غالبيتها في شمال سيناء حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية، وقتل خلال هذه المواجهات العنيفة مئات الأشخاص من الطرفين.وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع عبوة ناسفة خارجه.وقال شهود آخرون أن المسلحين وبعد انفجار العبوة بدأوا بإطلاق النار على المصلين الذين أصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الفرار، إلا أن المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق.وروى مجدي رزق الذي أصيب بجروح في المسجد لوكالة فرانس برس أن المسلحين «اقتحموا المسجد وكان عددهم بين عشرة أشخاص وعشرين شخصاً وكان عدد القتلى أكبر من الجرحى».وتابع رزق «كانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية»، موضحاً أن الأسر المقيمة في المنطقة التي تقطنها غالبية من الصوفيين تعرضت لتهديدات من مجموعات متطرفة.وأشارت مصادر طبية لفرانس برس إلى أن مجندين كانوا بين المصلين.إدانة
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هجوم «يصدم بوحشيته» وقال «نرى مرة جديدة أن الإرهابيين لا يمتون إلى البشر بصلة»، بينما ودان نظيره الأميركي دونالد ترامب على تويتر الهجوم ووصفه «بالمرعب والجبان وقد استهدف المصلين الأبرياء العزّل».ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الهجوم بـ «الاعتداء المريع»، مقدماً تعازيه لعائلات الضحايا والسلطات المصرية.ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب «الهجوم الإرهابي البربري»، وقال إن «سفك الدماء وانتهاك حرمة بيوت الله يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها».كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الهجوم، وقال «جريمة اليوم المروعة تؤكد من جديد أن الدين الإسلامي الحنيف براء ممن يتبنون هذا الفكر الإرهابي المتطرف».ووجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة إلى السيسي أكد فيها وقوف المملكة إلى جانب مصر «في وجه كل ما يستهدف أمنها واستقرارها»، بينما دان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في رسالة مماثلة «العمل الإرهابي الجبان».وأعربت وزارة الخارجية الايرانية عن تعازيها وتعاطفها مع مصر، وقال المتحدث باسمها بهرام قاسمي «لن يدّخر الارهاب أي وحشية لإثبات وجوده بعدما مني بهزيمة نكراء في المنطقة».وأعلن مسؤول فلسطيني لفرانس برس الجمعة أن معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة كان يفترض أن يفتح السبت لثلاثة أيام لكنه سيبقى مغلقاً حتى اشعار آخر.وكانت ستكون هذه المرة الثانية التي يفتح فيها منذ تسلم السلطة الفلسطينية معابر قطاع غزة من حركة حماس في الأول من نوفمبر.يعود الاعتداء الدموي الأخير في مصر إلى أكتوبر 2015 عندما استهدف هجوم بالعبوة الناسفة تبناه الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية طائرة روسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ في سيناء ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.