«أم كلثوم والموساد.. أسرار عملية عيون البقر»
الكتاب يدحض ادعاءات إسرائيلية تشكّك في وطنية «كوكب الشرق»
لا ينفك الكيان الصهيوني يحاول التشكيك في كثير من الرموز الوطنية في العالم العربي. بعد كل من سعاد حسني وفاتن حمامة، يحاول راهناً استهداف الأسطورة الغنائية والفنية المصرية أم كلثوم، مؤكداً أن جهاز الموساد حاول أن يجندها لمصلحته. أما كتاب «أم كلثوم والموساد.. أسرار عملية عيون البقر» للكاتب توحيد مجدي، فاجتهد في دحض ادعاءات الموساد حول نجاحه في استهداف النجوم والرموز الوطنية في مصر، ومن أبرزهم الأسطورة أم كلثوم.
يقع كتاب «أم كلثوم والموساد.. أسرار عملية عيون البقر» في ستة فصول (419 صفحة) مع ملف يتضمن صوراً ووثائق حصرية ومستندات، ويكشف وقائع احتوت عليها ملفات استخباراتية بريطانية وأميركية وإسرائيلية وفرنسية.يوضح المؤلف توحيد مجدي في الكتاب الصادر عن دار «المعارف» في القاهرة، أسرار استهداف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كوكب الشرق على مدار 40 عاماً، مرجعاً السبب الرئيس إلى نضالها الوطني ونشاطها في مجال جمع التبرعات المالية لصالح القوات المسلحة المصرية، وكاشفاً دورها الخفي كدبلوماسي مصري، إذ عهد لها بمهام محددة قامت بها بكفاءة عالية. كذلك يتضمّن الكتاب أسراراً من أرشيف أجهزة استخباراتية عدة حول حياة الفنانة الراحلة ومحاولة اغتيالها.وحول هذا الموضوع قال توحيد مجدي إنه اجتهد عبر كتابه البحثي في نفي ادعاءات الموساد حول تجنيده أم كلثوم في محاولة لتشويه تاريخها، ذلك نظراً إلى ما قامت به من جهود وطنية كبيرة جعلتها هدفاً له، خصوصاً من نهايات 1954 حتى بعد نكسة 1967، مؤكداً بالمستندات كيف تعاونت كوكب الشرق مع مجلس قيادة الثورة وكانت تحمل اسم مصر وكلمتها مهمة ومسموعة لدرجة أنها منحت جواز سفر دبلوماسياً، وفي بعض المراحل نقلت رسائل عدة إلى الدولة، حينما كان الصراع العربي- الإسرائيلي في أوجه، وكان الرئيس الراحل عبد الناصر يرسل رسائله مع الملوك من دون أن يلحظ أحد، خصوصاً إلى الجزائر وتونس والمغرب.
مصادر خارجية
وأكد توحيد أنه استند إلى وثائق عدة من مصادر خارجية إنكليزية وفرنسية وأميركية وكلها تنفي ادعاءات الموساد في عملية «عيون البقر»، مشيراً إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية اعتمدت في ادعاءاتها على أن دائرة أم كلثوم كانت صغيرة، إذ كانت تدير أعمالها في فترة، وفي أخرى كان أخوها يتولاها حتى توفي، زاعمة أن الفنانة المصرية كانت تعتبر نفسها «دولة بمفردها». وأشار توحيد مجدي في سخرية إلى ما تتناوله إسرائيل راهناً في تقارير عدة محاولة التشكيك في أم كلثوم، مؤكداً أن من يتحدث عن هذا الموضوع مجرد صحافي كان ينتمي إلى جهاز الموساد منذ فترة. وأوضح أن هذا الشخص لم ينتم إلى الجهاز أثناء العملية، ولكنه التحق به بعد حفظ القضية بسنوات، إذ إن ملف القضية حفظ العام 1970 وهذا الشخص بدأ مهام عمله عام 1975 فكيف له أن يعرف أي أمر عن القضية وهو لم يعاصرها؟ كذلك أشار توحيد إلى أن إسرائيل كفّت يدها عن أم كلثوم بسبب ضغط أميركا بقوة لحساب الأخيرة ومطالبتها بإغلاق ملفها تماماً وعدم التقرب إليها، فهي وفقاً للمستندات عندما علمت بقرار استهداف كوكب الشرق أدركت خطورة هذا الوضع لأنها كانت شخصية مهمة فنياً وجماهيرياً تمتد من المحيط إلى الخليج، من ثم استهدافها بمنزلة إعلان حرب على أمة بكاملها، فتدخلت أميركا حتى من دون علم الدولة المصرية.وأكد مؤلف الكتاب أن جهاز الموساد لم ينكر ما يثيره الإعلام راهناً، مثلما تعاطى مع عمليات مخابراتية أخرى.رأي النقد
يرى الناقد محمود قاسم أن لهذه القضية جانبين، الأول التأكيد على الواقعة نفسها سواء من الموساد أو إسرائيل وهو ما لم يحدث، والثاني أن في تلك الفترة تعرض كثير من الفنانين للمضايقات سواء من المخابرات المصرية أو الأجنبية، وفي النهاية تكون العبرة في السؤال: هل وقعت أم كلثوم في الفخ؟ مؤكدا أنها كانت إحدى أكثر الفنانات وطنية نظراً إلى ما قامت به من جهود فاقت جهود الزعماء خلال تلك الفترة.الكلام نفسه أكدته الناقدة ماجدة خير الله، مشيرة إلى ضرورة ألا نتحدث عن مثل هذه الأمور لأن تكرارها ربما يحدث نوعاً من البلبلة، إذ ثمة أجيال لم تعش تلك المرحلة وقد يتسرب إليها التشكيك في تلك الرموز.وأوضحت الناقدة أنه يجب على أي كيان أو نقابة عدم الردّ على مثل هذا «الهراء» الذي سيمر دون أي أثر لأن الكل يعرف مكانة كوكب الشرق أم كلثوم الفنية الكبيرة، معربة عن رفضها فكرة تقديم أعمال فنية للرد بها على إدعاءات إسرائيل حول هذه الفنانة أو غيرها، مؤكدة أن طبيعة الإعلام والإدعاءات الإسرائيلية تعتمد على إلقاء معلومات على شعوب نسبة الجهل لديها كبيرة ومع التكرار تجد من يصدقون تلك الادعاءات.