أحيا اللبناني شربل روحانا أمسية موسيقية بعنوان «حوار مع العود»، سبقتها جلسة حواريــــــــــة أدارهــــــا المايستـــــــرو د. أحمد الحمدان، ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب الـ42.

بدأ الحمدان كلمته بالحديث عن المكانة التي وصل لها روحانا، وكيف ساهمت جولاته بأصقاع العالم في إيجاد حوارات من نوع خاص، مستدركا: «لكن عندما يكون الحوار مع العود، فذلك يعني تقليب الذكريات والمواجع والأحداث، وهكذا يتحاور الموسيقار روحانا مع آلة العود».

Ad

وعدَّد الحمدان على مسامع الحضور السيرة الذاتية للموسيقار اللبناني، مختصرا عشرات الشهادات الأكاديمية التي حصل عليها روحنا، وساهمت إلى حد كبير في صقل شخصيته وتثقيفها موسيقياً، حتى بات «نجمة لا تحجبها غيوم».

بعد ذلك، جاءت الكلمة للموسيقار اللبناني، الذي يزور الكويت من جديد، بعد مُضي أكثر من شهر على إحيائه حفلا خاصا بمركز جابر الأحمد الثقافي. روحانا توقف طويلا عند محطاته الموسيقية، ورحلته وتجربته مع الموسيقى والغناء، وكذلك اختياره للعود دون سواه من الآلات الموسيقية، تحدث عن علاقتهما الوطيدة، وكيف استطاع إيجاد صداقة بينهما، تعلَّم وتدرَّب وتثقف وعشقه، حتى أصبح صديقه الذي لا يفارقه.

عقب ذلك، عرج روحانا على أهم المحطات في مشواره الغنائي، وخاصة تلك التي تركت أثرا عند جمهوره ومحبيه، لافتا الانتباه إلى حرصه الشديد على دقة الاختيار، وإيجاد روح متناغمة مع الموسيقى. بعد ذلك، انطلق روحنا في «حوار مع العود»، ونوَّع في اختياراته وأعماله التي قدَّمها، فاختار مزيجا من الأعمال الموسيقية، بدأها بـ»سلامي معك»، ثم عاد إلى قديمه، واختار من ألبوم «تشويش»، واستمر في العزف المنفرد، مقدماً لغة حوار لفنان محترف.

مكنونات المرء

وعلى هامش الأمسية، قال روحانا: «العود يصبح مع الوقت امتدادا للشخصية، فهو ليس آلة نعزف عليها الموسيقى المكتوبة، لكنه يساعدنا على التعبير عن مكنوناتنا».

وتابع: «أنا منذ ثلاثين عاما اتكلت على هذه الآلة، حتى أعبِّر عن إحساسي، وعندما يعجز الكلام عن التعبير يكون هناك العود والموسيقى، والعكس صحيح، ففي بعض الأحيان لا تستطيع الموسيقى التعبير كالكلام، لذلك العود هو آلتي الأساسية، والتي أعطيتها وأعطتني الكثير».

وعن رأيه في المجتمع الكويتي، قال: «جئت عدة مرات إلى الكويت، والجمهور الكويتي يستمع إلى الموسيقى بصمت وهدوء، حتى إنه قد يُخيل للفنان الذي يعزف على المسرح أن الجمهور غير منسجم، لكنه مستمع جيد، والجمهور الكويتي يقدّر».

وعن المزج بين الموسيقى الشرقية بالغربية، أشار إلى أن «المجال مفتوح لعدة تجارب، وأنا أشجع أن يكتب المرء شيئا مقتنعا به، ويشكِّل إضافة، ويكون جميلا. في الفن لا توجد ممنوعات، وهناك اختلاف في الأذواق، لكننا نتفق على أن تكون هناك إضافة ما».

يُذكر أن روحانا يحتفظ بحصيلة جيدة من الأعمال الموسيقية الغنائية، سواء التي تصدى لتلحينها وكتابتها، أو التي تعاون فيها مع آخرين، ومن أعماله: «دوزان»، «خطيرة»، «تشويش»، «سلامي معك»، كما قدَّم عددا كبيرا من الحفلات الموسيقية، منها: «عربي غربي- قطر» مع سيمون شاهين ولطفي بوشناق وسونيا مبارك وريما خشيش، مهرجان تطوان في المغرب، مهرجان بنزرت في دورته عام 2014، كما أحيا أمسية موسيقية في الأونيسكو بباريس مع «الشتات اللبنانية»، بمناسبة عيد الاستقلال 2013، إلى جانب مشاركته بمهرجان العالم العربي 2013 في مونتريال، وأمسية موسيقية بمركز ألن للفنون في نيويورك 2013، كما أن له الكثير من المؤلفات، وتلحين شارات «البؤساء»، «نوار»، «راوية»، «كلارا»، التي أخرجها بطرس روحانا.