بإشادة نقدية من الحضور، ونقاشات مستفيضة حول الفيلم في الندوة التي أعقبت عرضه العالمي الأول في القاهرة، عرض الفيلم الكويتي «سرب الحمام» ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بالدورة الـ 39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بحضور مخرج الفيلم رمضان خسروه وبطل الفيلم الفنان داوود حسين، والفنان أحمد إيراج.

وواجه الفيلم مشكلات في الصوت والموسيقى دفعت مدير الندوة التي أعقبت الفيلم، الناقد السينمائي أحمد شوقي، إلى الاعتذار عن المشكلة التي حدثت بسبب معدات العرض الموجودة في الصالة، وهي التي أعاقت عرض الفيلم بالصورة التي يفترض أن يشاهده الجمهور بها.

Ad

«سرب الحمام» مستوحى من مجموعة قصص حقيقية حول ملحمة وطنية، لمجموعة من المقاومة الكويتية أثناء فترة الغزو العراقي، حيث تتمركز المجموعة في منزلهم الذي يتم اكتشافه من قبل القوات العسكرية العراقية، فتقوم بالهجوم على المنزل والاشتباك معهم بالدبابات، بسبب رفضهم للاستسلام دفاعا عن أرضهم.

مشاهد الدبابة

وقال مخرج الفيلم رمضان خسروه إن الشريط الذي شاهده الجمهور افتقد المؤثرات الصوتية الخاصة بالفيلم، والتي عمل عليها كثيراً، وكانت تلعب دورا كبيرا في الأحداث وجذب انتباه الجمهور لبعض المشاهد، إضافة إلى أن المعدات الموجودة لم تعرض مشاهد الجرافيك بالطريقة المناسبة، خاصة مشاهد الدبابة التي تمت الاستعانة بها في الأحداث، والتي تعرضت لمشكلات في الألوان جعلتها تظهر للجمهور بصورة غير جيدة.

وأضاف رمضان أن مشكلة الجرافيك والألوان في قاعة العرض أفسدت هذه المشاهد بشكل كبير، ويتمنى أن يشاهدها الجمهور في العرض التالي للفيلم، مؤكدا أن فقدان الموسيقى وظهور بعض الأصوات بأقل من تأثيرها في الفيلم.

وأشار إلى أن البعد الإنساني هو القضية الأساسية للفيلم بجانب البعد السياسي، لافتا إلى أنه فضل التصوير الكامل للأحداث، وعدم الاستعانة بلقطات أرشيفية من المواد التلفزيونية المصورة لإضفاء مزيد من الواقعية والحفاظ على إيقاع التصوير في الفيلم.

وأوضح أن هذا الأمر هو رؤية إخراجية خاصة به، وأن مخرجاً آخر لو قدم الفيلم ربما يفضل هذا الرأي، لافتا إلى أنه لا يعتبر الفيلم تاريخيا، ولكنه عمل إنساني يحمل بعدا سياسيا.

وأضاف أن الديكور تم انتقاؤه ليكون مناسبا للفترة التي دارت فيها الأحداث بشكل كبير، مشيرا إلى أن التصوير تم في جزيرة تحمل نفس الشكل منذ هذا الوقت، وتحمّل فريق العمل صعابا عديدة من أجل التصوير بها لإضفاء مزيد من المصداقية على الأحداث.

وأكد خسروه أن مشاركة السينما الكويتية في المهرجانات العربية من شأنها أن تخلق قاعدة مشاهدين عربية كبيرة للفيلم الكويتي.

من جهته، قال الفنان داوود حسين إن الفيلم يعد من العلامات المضيئة في مسيرته الفنية، معبرا عن سعادته بمشاهدة الفيلم للمرة الأولى مع الجمهور المصري.

ووجّه داوود حسين التحية لشهداء الحادث الإرهابي بمسجد الروضة في سيناء، مقدماً خالص تعازيه لأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي الغاشم.

وحول قلة الإنتاج السينمائي في الكويت، قال داوود إنه يعتبر الكويت «هوليوود الخليج»، بينما مصر «هوليوود الشرق»، وهو الرأي الذي يتمسك به باستمرار، بالرغم من أنه يغضب البعض، مشيرا إلى أن جزءا رئيسا من مشكلة الإنتاج هو التسويق.

وأضاف أن المنتج عندما يقدم عملا سينمائيا في أفضل الأحوال يحقق من الفيلم عائد تكلفة الإنتاج، وإذا لم يخسر يكون أفضل من غيره، وهو أمر راجع إلى محدودية السوق التي يتم التسويق فيها للسينما الكويتية، فالأفلام الكويتية تعرض في الصالات المحلية وفي البحرين والإمارات، وإذا فتحت الصالات في السعودية ربما تكون هناك حسابات أخرى.

وعبر داوود عن أمله في أن يكون هناك وجود للفيلم الكويتي بالصالات المصرية خلال الفترة المقبلة، ويتمنى أن يعود إلى السينما المصرية مجدداً قريباً.