فتشوا كتب أبنائكم!
ما يراه الطلبة في دفاترهم يختلف عن النمط الذي يعيشونه، وهذه مشكلة تشوش تفكيرهم وتجعل تعاملهم مع أمور الحياة غير سوي.
أول العمود: حبس القيادي في جيش صرب البوسنة راتكو ميلاديتش مدى الحياة بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية لدوره في مذابح يوغسلافيا السابقة، وموقف واشنطن الحازم من ممارسات الجيش ضد الروهينغا في ميانمار والإصرار على عودة المهجرين من بنغلادش، أحداث مُفرِحة تبعث الأمل.
***قبل الحديث في الموضوع أود الإشارة إلى وجود مجلس أعلى للتعليم في الكويت! وبعد،،،أشك في وجود رقابة تربوية تنهض بالشكل الذي يجب أن يظهر عليه الإنسان في مناهج المدارس، هنا سأستعرض جهد الشابة الكويتية فدك القلاف من منظمة الخط الإنساني في تجميع وتصنيف عدد من الدروس المتضمنة مناهج التربية الإسلامية والعلوم واللغة الانكليزية والتي تميز بين الجنسين بشكل نمطي لا يليق بالحياة التي يعيشها الطلبة في هذا الزمان، فهي تصور المرأة (زوجة أو أخت) عاملة منزل، وقليلة المعرفة، توافق على رأي أخيها أو زوجها دون نقاش، ولا تشارك في أنشطة اجتماعية ورياضية لكنها تراقب مشاركات أخيها وتمتدحه، وهكذا، فهل تتصورون ذلك في مناهج وزارة التربية؟ هل تصفحتم يوما كتب أبنائكم وما تحتويه من تخلف ومأساة تعليمية؟ هل تعرفون من يقوم برسم هذه المناهج وما خبرتهم؟ إليكم الأمثلة:• غرس الصورة النمطية، فالأب يعمل والمرأة في البيت، الولد يتحدث بمعلومات وأخته مجرد مستمعة ( تربية إسلامية- صف أول ج١ ص٢٠- ٢١- ٣٢).• ثنائية المرأة والمطبخ، أو الولد يلعب في الحديقة والبنت في البيت، نشر صور عن ذلك (لغة إنكليزية- صف أول- ج١- ص٢٤).• لشرح كلمة (kick) تظهر صور أولاد وهم يمارسون الرياضة ولا توجد صور لبنات. (المنهج ذاته ص٨).• إظهار صور تحت عنوان (Outdoor) وجميعها للأولاد وهم يمارسون الأنشطة خارج البيت، أما صور (Indoor) فجميع صورها للبنات. (منهج علوم- صف أول- جزء ٢- ص٢٧، ٣٣، ٣٦).• إظهار فشل الذكور في الطبخ. (المنهج ذاته- ص٤٤).• ترتيب الغرفة ليس للابن. (تربية سلامية- صف٢- ص٣٣). تلك كانت نماذج قليلة جدا مما هو موجود في هذه المناهج البائسة التي تظهر كل أنثى إما محجبة أو بعباءة سوداء وكأن هذا الزي هو المعمم في المجتمع، وترسم وظائف للذكور وأخرى للإناث رغم إمكانية ممارستها من الجنسين كالرياضة والخروج للأماكن العامة والاهتمام بالبيت وغيرها. مختصر الكلام، إن من وضعوا تلك المناهج يعكسون صورا غير صحيحة عن المجتمع ويمارسون نوعا من فرض الرؤى المؤدلجة على الطلاب وهم في سن صغيرة تساهم في تضييق فهمهم لما يدور على أرض الواقع، كأن تكون أم هذا الطالب أو الطالبة غير محجبة أو لا ترتدي عباءة سوداء في الواقع العملي، وفي النهاية فإن ما يراه الطلبة في دفاترهم يختلف عن النمط الذي يعيشونه، وهذه مشكلة تشوش تفكيرهم وتجعل تعاملهم مع أمور الحياة غير سوي.قد لا نبالغ في القول إن مثل هذه الأفكار هي التي تغذي سلوك العدائية ضد الفتيات، أو برمجة الشاب على فكرة أن زوجة المستقبل هي خادمته أيضا، وأفكار أخرى تتطلب رصدا علميا واجتماعيا لما تتضمنه مناهج التعليم.
من وضعوا المناهج يعكسون صوراً غير صحيحة عن المجتمع ويمارسون نوعاً من فرض الرؤى المؤدلجة على الطلاب