فك شفرة جهود ترامب لرسم خريطة الطريق لإسرائيل وفلسطين
كثيراً ما بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متردداً في التفاوض مع الفلسطينيين، لكنه قد يفضل عملية مفتوحة على كل الاحتمالات بدل عملية تقوم على مهل ومراحل واضحة ومحددة تلزمه، كذلك يرغب نتنياهو في الإعراب عن امتنانه لترامب لعدم الضغط عليه بقوة مثل أوباما.
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
مهما قررت الإدارة الأميركية فستدعمها المملكة العربية السعودية على الأرجح، فقد أقام كوشنر علاقة صداقة مع السعودية التي نجحت في إقناع كوشنر بأنها تستطيع إعادة صوغ الشرق الأوسط بطرق تلائم الولايات المتحدة. وبطلب من ترامب استدعت السعودية محمود عباس إلى الرياض في مطلع هذا الشهر وحضته على القبول بالخطة الأميركية، لكن كل الأطراف (حتى أعوانه) تعتبر عباس شخصاً انتهازياً ومماطلاً ومكشوفاً. وإن استئناف المفاوضات يلائم مصالح الدول العربية، فعلى سبيل المثال تضطلع مصر بقيادة عبدالفتاح السيسي بدور أكثر فاعلية في عملية السلام، وساهمت أخيراً في إنهاء الخلاف بين "حماس" و"فتح"، كذلك دعمت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سعي السيسي لقطع روابط حماس مع إيران، وبموجب هذه الصفقة ستمول هذه الدول على الأرجح تنمية المناطق الفلسطينية وستقدّم لإسرائيل ضمانات أمنية.لطالما بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متردداً في التفاوض مع الفلسطينيين، لكنه قد يفضل عملية مفتوحة على كل الاحتمالات بدل عملية تقوم على مهل ومراحل واضحة ومحددة تلزمه، كذلك يرغب نتنياهو في الإعراب عن امتنانه لترامب لعدم الضغط عليه بقوة كما أوباما.على نحو مماثل لا يرغب الفلسطينيون في معاداة الأميركيين، لكنهم يخشون أن يُرغموا على القبول بصفقة تمنح إسرائيل السيطرة العسكرية على الضفة الغربية، ويذكر جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مؤسسة فكرية في العاصمة واشنطن: "لا يريد نتنياهو أو عباس الإساءة إلى الخطة الأميركية، لكنهما لا يملكان أيضاً أي مصالح حقيقية في التقيد بها".يعتبر المسؤولون في المنطقة فرص النجاح متدنية جداً، ويشير دبلوماسي إسرائيلي: "لن يتوصلوا إلى طريقة لتدوير الزوايا بعدما حاول كثيرون قبلهم"، ويؤكد مفاوض فلسطيني: "يبحث كلا الطرفين عن سبل لرفض ما يمليه عليهم ترامب"، ويبدو أن كلا الطرفين يتفقان في هذه المسألة على الأقل.