لبنان: فاتنة إسرائيلية جندت زياد عيتاني لمصلحة «الموساد»

سعيد يهاجم «الدولة الأمنية»... وروايات عن تلفيق القضية

نشر في 25-11-2017
آخر تحديث 25-11-2017 | 21:15
عيتاني في صورة من إحدى مسرحياته (أ ف ب)
عيتاني في صورة من إحدى مسرحياته (أ ف ب)
لا يزال الشارع اللبناني مصدوماً، خصوصاً أهل الفن والثقافة، مع إعلان المديرية العامة لأمن الدولة، مساء أمس الأول، عن «إنجاز نوعي استباقي» في مجال التجسس المضاد بتوقيف الممثل والمخرج والكاتب المسرحي زياد عيتاني بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع إسرائيل، بحسب ما ورد في بيان قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة في المديرية.

فبعد مواجهته بالأدلة والبراهين، اعترف عيتاني بما نُسب إليه، والمهام التي كُلّف بتنفيذها في لبنان، التي بحسب المعلومات كانت تتمحور حول شخصيتين سياسيتين هما وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير السابق عبدالرحيم مراد. وبانتظار المؤتمر الصحافي الذي يعقده المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا بعد غد لشرح تفاصيل «الصيد الأمني» النوعي من ألفه إلى يائه، قالت مصادر أمنية لـ«الجريدة»، أمس، إن «عملية توقيف الناشطة جنى.أ.د بتهمة التعامل مع إسرائيل والتي تبعها توقيف عيتاني، سيليها مفاجأة في هوية الأشخاص، الذين سيتم توقيفهم في الجرم نفسه، خصوصاً أنه سيكون من بينهم أسماء معروفة وتحت الأضواء»، مضيفة: «الحبل عالجرار وفي بعد أسماء كبار».

وأثار توقيف عيتاني حفيظة بعض أصدقائه، الذين اتهموا الأجهزة الأمنية بتلفيق «القصة» لتكميم الأفواه ومنع المثقفين والفنانين من التعرض لرموز الدولة. أما النائب السابق فارس سعيد فغرد مساء أمس الأول على حسابه الخاص عبر «تويتر»، قائلاً: «أحمد الأيوبي، فداء عيتاني، زياد عيتاني، مارسيل غانم... ماذا بعد؟ لا للدولة الأمنية. لن تنالوا من أحرار لبنان».

وذكرت مصادر قناة «روسيا اليوم»، أمس، أن «التحقيقات مع عيتاني، المتهم بالتعامل مع الموساد الإسرائيلي، كشفت أن فتاة تُدعى كوليت فيانفي، وصفها المتهم خلال التحقيقات بأنّها بيضاء طويلة ذات شعر أسود وعينين خضراوين». وأضافت: «تعرّف عيتاني على فيانفي عبر موقع فيسبوك عام 2014 وتبادلا الرسائل الغرامية، ظنّاً منه أنّها سويدية. وقال إنها بادرت بالاتصال به وإغرائه بإرسال صور حميمية لها عبر بريده الإلكتروني». وتابعت: «استمرّت العلاقة حتى عام 2015، عبر بريد موقع فيسبوك، قبل أن يزوّدها برقم هاتفه وعنوانه في بيروت.

في البداية، كانت أحاديثهما تقتصر على علاقتهما الغرامية والشخصية والأوضاع العامة في لبنان والعالم. إلا أن هذه العلاقة لم تبقَ في هذا الإطار، بل تطورت أوائل عام 2016، بعدما نجحت الفتاة السويدية التي اتّضح أنّها ضابط استخبارات إسرائيلي في تجنيد الفنان عيتاني للعمل لمصلحتها ومصلحة الجهاز الأمني الذي يشغلها».

وتقاطعت رواية قناة «روسيا اليوم» مع صحيفة «الأخبار» التي أفادت بأن «كوليت طلبت من عيتاني العمل ليكون شخصية عامة فاعلة وذات علاقات متميّزة، وأن يعمل على تطوير علاقاته. وأبلغته أنّ عليه الاهتمام بمظهره الخارجي كي يتمكن من الانخراط في بيئات معينة. ولهذه الغاية كانت تُرسل له شهرياً منذ عام ٢٠١٦ مبلغاً من المال يتراوح بين ٥٠٠ و١٠٠٠ دولار أميركي عبر ويسترن يونيون تحت اسم مستعار هو عارف مرعي، وكان يحصّلها من مكتب الشركة المذكورة المقابل لبيته. كذلك طلبت منه الاتصال بالشخصيات السياسية المؤثرة عبر مستشاريهم المقرّبين والإعلاميين، الذين يدورون في فلكهم. وأبلغته بأن عليه اختيار أهدافه على أساس توجهاتهم اللاعنفية وأن يكونوا متحررين وليبراليين وداعمين للسلام في الشرق الأوسط. أما الغاية فكانت جمعهم في تيار سياسي وإعلامي فاعل يروّج للسلام والحل على أساس إقامة دولة فلسطينية، ولاحقاً التطبيع مع إسرائيل».

وتابعت: «كانت مهمته في البداية استشفاف آراء الأهداف وتوجهاتهم إذا ما كانت داعمة للفكرة أعلاه قبل مفاتحته بأي موضوع.

وذكرت المحاضر أن مشغّلته كانت ترسل له رسائل مشفّرة تتضمن لوائح اسمية لإعلاميين، وتسأله عمّا إذا كان يعرفهم أو يعرف توجهاتهم، ومنهم كاتبان معروفان تقرر أن تستدعيهما المديرية للاستماع إلى إفادتيهما، بصفتهما شاهدين، اليوم.

كذلك تبين أنّها أرسلت له لائحة بأسماء ٢٩ وزيراً، باستثناء الرئيس سعد الحريري، وسألته عمّن يعرف بينهم. وقد أجاب عيتاني عن هذا السؤال بأنّه مقرّب جداً من مستشار وزير الداخلية نهاد المشنوق، محمد بركات، فطلبت منه إفادتها بعنوان سكن الوزير المشنوق وأبلغته بضرورة التقرّب منه وتمتين العلاقة مع بركات.

كذلك أبلغها أنّه يعرف وزير الدفاع السابق عبدالرحيم مراد وابنه وآخرين، وأفادها بكل ما يعرفه عنهم. فسألته مجدداً عن عناوين منازل من يذكرهم وتحركاتهم. كذلك سألت عن الوضع الأمني في الجنوب وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وعن الحالة العامة بعد استقالة الرئيس الحريري، وعما إذا كان يعتقد بأنها مناورة أم حقيقية. وقد أرسل عيتاني تقارير عن مضمون لقاءاته بكل من طوني أبي نجم وأسعد بشارة ومحمد بركات ونادر الحريري وأشرف ريفي».

في السياق، أوضح رئيس حزب «الاتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد أن «عيتاني كان يتردد إلى منزلي كصديق لابني وكنّا دائماً أنا وعائلتي نحضر المسرحيات التي يعرضها بناءً على دعوةٍ منه، ولا مرّة شعرت بوجود شيء مُريب يدعو للشك به».

وتابع: «الإسرائيليون مش مهديين البال، وما تم اكتشافه مع عيتاني يؤكد أن الكثير من الاغتيالات وليس جميعها، التي حصلت في لبنان يُمكن أن تكون إسرائيل وراءها على رغم أننا لم نوجّه في حينها أصابع الاتّهام إليها، مما يعني أن ما حصل يفتح الباب مجدداً على إعادة التحقيق في بعض الاغتيالات، التي تقف وراءها إسرائيل».

الحريري: لن نقبل بمواقف «حزب الله» التي تمس العرب

قال رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، خلال استقباله في «بيت الوسط»، أمس، المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى: «ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريث الذي اتخذناها بناء على طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة وتطبيق سياسة النأي بالنفس عمليا بالممارسات والسياسات المتبعة والتزام اتفاق الطائف، كما أعلنّا أكثر من مرة، ونحن لن نقبل بمواقف حزب الله التي تمس أشقاءنا العرب، أو تستهدف أمن واستقرار دولهم. هناك جدية بالاتصالات والحوارات القائمة للاستجابة لطروحاتنا، وعلينا أن نبني عليها».

جنبلاط ينصح بحوار بين السعودية وإيران

دعا زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط السعودية إلى الدخول في حوار مع إيران، قائلا إن خطط تحديث المملكة قد لا تنجح بينما تخوض الرياض حربا في اليمن.

وكتب جنبلاط تغريدة على "تويتر" أمس قال فيها "التسوية بالحد الأدنى مع الجمهورية الإسلامية تعطينا في لبنان مزيدا من القوة والتصميم للتعاون على تطبيق سياسة النأي بالنفس، وإعادة إخراج لبنان من هذا المأزق".

وانتقد جنبلاط أمس الأول الطريقة التي تعاملت بها بعض الدوائر السعودية مع الحريري.

back to top