حدثينا عن فكرة فيلم «محبس» وفترة تحضيره.

فكرة الفيلم مشتركة بيني وبين زميلتي منتجة العمل ناديا عليوات. عملنا على السيناريو مدة ثلاث سنوات بشكل متقطع، إذ كان الفيلم جزءاً من عملنا ولم نتفرغ له بشكل كامل. أول فنانة رشحناها للدور كانت جوليا قصار التي قرأت المسودة الأولى وكانت إلى جوارنا فهي تحمست للمشروع قبل وجود إنتاج داعم. أما الفنان السوري بسام كوسا فكنت أترقب رأيه، خصوصاً أنه أول ممثل سوري يصله السيناريو ورد فعله شجعني على العمل.

Ad

الخلط بين السوري واللبناني من الموضوعات الشائكة، فهل واجهتكما قيود خلال فترة الكتابة؟

لا يمكن تعميم الوضع بشكل مطلق على الجميع. ولكن الأمر ملتبس فعلاً كما ذكرت، وثمة ذكريات أليمة يطالب البعض بنسيانها والبعض الآخر لا يزال يتذكرها ويعيش فيها. لذا كانت المعالجة تنطلق من هذا الإطار من دون التقيد بأية اعتبارات أخرى، خصوصاً أننا قدمنا القصة بشكل إنساني مرتبط بالخلفية السياسية التي شكلت جزءاً من الموضوع. وفي رأيي، تقديم أعمال سينمائية عن حوادث مرّت أفضل من مناقشتها خلال حدوثها، وهو ما تحقّق في الفيلم.

ردود الفعل

يفكِّر بعض الصانعين في صناعة أفلام تتوجّه إلى المهرجانات تحديداً. ماذا عنك؟

لم أفكر بهذه الطريقة. هدفي الوحيد أن أقدِّم فيلماً سينمائياً جيداً أعرض من خلاله فكرة نعالجها بشكل سليم، ومشاركة العمل في المهرجان أسعدتني، خصوصاً أنني حرصت على مرافقته لمعرفة انطباعات الجمهور.

كيف وجدت رد فعل الجمهور؟

نال الفيلم ردود فعل إيجابية، خصوصاً في سورية ولبنان باعتبار أن الموضوع يلمس الجمهور مباشرة، والإيرادات التي حققها أسعدتني. كذلك هذه الخطوة ستساعدني لاحقاً في الحصول على دعم لمشروعاتي المقبلة، خصوصاً أن ثمة أزمة في الإنتاج في العالم العربي عموماً، بالإضافة إلى قلة صناديق التمويل التي تدعم السينما.

تقيمين في دبي، والفيلم عن قصة لبنانية خالصة، هل شعرت بحاجتك إلى بعض المعلومات؟

لست منقطعة عن لبنان. أزور بلدي خمس أو ست مرات سنوياً، والضيعة التي صورنا بها هي التي نتوجه إليها في الصيف سنوياً، من ثم أعرف الكثير عنها وعن تفاصيل الحياة فيها منذ سنوات طويلة.

التصوير

هل أجريت تعديلات خلال التصوير باعتبارك مشاركة في السيناريو؟

لم نجر تعديلات كبيرة أثناء التصوير، خصوصاً أننا كتبنا خمس نسخ من الفيلم لنصل إلى الشكل النهائي. لكن قررنا مثلاً تغيير موعد مشهد الطعام ليكون وجبة غداء وليس عشاء إذ اكتشفنا أنه سيستغرق نحو أسبوع وكنا سنضطر إلى التصوير ليلاً طوال هذه الفترة. لذا فضلنا أن يكون المشهد في النهار. من ثم، صورناه في المواعيد العادية كي لا نرهق الممثلين ونحافظ على إيقاعهم إزاء الكاميرا.

رأى البعض في الصورة المتحركة لشقيق «تريز» الراحل تأثراً بإخراجك الفيديو كليبات؟

في البداية لم أقرّر أن تكون الصورة متحركة، لكن مع الوقت رأيت أن تحريكها يوصل رسائل إلى الجمهور بشكل أسرع نسبياً، فضلاً عن أن غالبية الصور الموجودة لشقيقها كانت وهو يتحرك باستمرار ويحتفل مع أصدقائه فهو شاب كان يعيش حياته بشكل طبيعي، يسهر ويضحك ويتحرك كأي شاب في مرحلته العمرية.

أفكار كثيرة

عن إمكانية رؤية مشروع صوفي بطرس المقبل من توقيع مؤلف آخر، تقول في هذا المجال: «في المرحلة الراهنة أفضل أن يكون المشروع من كتابتي أيضاً، فلدي أفكار عدة أرغب في تقديمها».