«النظام معطل»، عبارة صدمت جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اصطف إزاء شباك بيع التذاكر قبل بدء العروض بفترة كافية، ما دفع الإدارة إلى إعلان فتح أبواب القاعات لليوم الأول من دون تذاكر إلى حين إصلاح النظام.

يبدو أن الإدارة فقدت السيطرة على مقاليد الأمور بعدما وقعت عقد الرعاية مع مجموعة قنوات DMC وأسندت مهمة حجز التذاكر إلى شركة غير جاهزة لتلبية احتياجات مهرجان دولي عريق، من المفترض أن يكون الأكثر نضجاً في الشرق الأوسط. يُذكر أن العام السابق لم يشهد مشكلات في الحصول على التذاكر، ما عدا بيع حفلات الأفلام المصرية لمنتجيها وبكميات كبيرة، ما أثار سخط الجمهور حينها، خصوصاً النقاد والصحافيين الذين فشلوا في الحصول على تذاكر، ما دفع الشركة المسؤولة إلى كشف النقاب عما حدث والتأكيد أنه كان بعلم إدارة المهرجان.

Ad

مشكلة التذاكر تم تجاوزها بصعوبة في الأيام التالية، وإن ظل التكدس والازدحام لصيقين بالمشهد بسبب النظام الإلكتروني شديد البطء، فضلاً عن تخصيص منفذين فقط للبيع داخل ساحة الأوبرا التي تضم أكثر من شاشة عرض.

ولكن امتدت المشكلات أيضاً إلى عروض الأفلام التي لم يبدأ معظمها في الوقت المعلن، وهي أزمة لم يعرفها «القاهرة الدولي» في السنوات السابقة (إلا حالات نادرة)، إلا أنها تكررت أكثر من مرة في هذه الدورة، ما يهدِّد بسحب صفة الدولية من المهرجان في حال تكرارها.

تساؤلات

هذه المشكلات وغيرها تجعلنا نسأل عن الأسباب، وهل الأمر يتعلق بعقد الرعاية مع مجموعة الـ DMC التي باتت إدراتها مسؤولة عن تجهيز القاعات، أم أن الخبرات السابقة استبدل بها أشخاص غير محترفين؟ خصوصاً مع توافر معلومات لـ «الجريدة» تفيد بأن ثمة مجموعة من الأفلام لم يُفرج عنها جمركياً حتى الآن، ما يهدد بعدم عرضها.

«الجريدة» من جانبها تواصلت مع أحد مديري دور السينما التي تعرض أفلام المهرجان خارج دار الأوبرا (مقر المهرجان)، فأشار إلى مشكلات عدة أهمها فقدان التواصل مع إدارة المهرجان، موضحاً أنه لا يعرف من المتحكم الفعلي في إدارته، هل المنظمة أم الشركة الراعية؟ وأكد أنه أضطر إلى إلغاء عروض أعمال عدة لأنه لم يتسلمها حتى الآن، وثمة مشكلات عدة في «المفتاح» الخاص بفتح الأفلام المعروضة.

مرة أخرى هل تحولت «الرعاية» إلى «احتكار»؟ وما الذي اختلف في عقود الرعاية التي شهدتها دورات سابقة؟ يرى الناقد السينمائي نادر عدلي أن التعاون بين المهرجان وDMC لا يعد رعاية، فالمهرجانات التي لها رعاة تبقي دور هؤلاء محدداً. ولكن مشكلات هذه الدورة تطرح تساؤلات عدة، خصوصاً مع تجاوز الأمر في تولي مهمة الافتتاح والختام والضيوف الأجانب الذين فشلت المحطة في إحضارهم رغم إعلانها عن مفاجآت بشأنهم.

وأضاف عدلي أن إدارة المهرجان أعطت DMC سلطات أكثر مما يجب، وقال: «أرى أن افتتاح مهرجان القاهرة هذا العام كان الأسوأ خلال 30 دورة حضرتها في حياتي، إذ أفسدته الشبكة الإعلامية وحولته إلى «شو استعراضي» يستفيد منه مصممو الأزياء أكثر من كونه مهرجاناً سينمائياً».

قبول استقالة ماجدة واصف

قبل وزير الثقافة المصري، أمس، استقالة رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ماجدة واصف، والتي قدمتها قبل أيام من انطلاق المهرجان، الذي يستقبل في حفل ختامه 3 من النجوم العالميين هم نيكولاس كيج وهيلاري سوانغ وأدريان برودي.

وجاءت الاستقالة مع تصاعد الخلافات بين ماجدة ووزارة الثقافة، المسؤولة عن المهرجان، خلال الأسابيع التي سبقت انطلاقه، ولم يتم الاستقرار على من سيتولى المهمة خلفا لها، وتباشر حاليا أعمالها بشكل اعتيادي خلال فعاليات المهرجان.

وشهدت الدورة الحالية صدامات مباشرة بين رئيسة المهرجان ومسؤولي شبكة قنوات DMC، التي دخلت في شراكة مع إدارة المهرجان من الناحية التنظيمية، وباشرت ترتيبات حفلي الافتتاح والختام، واستضافة النجوم العالميين والتواصل مع صناع السينما العالمية بميزانية قدرها 70 مليون جنيه.