«ضباب لا يحجب الرؤية» تتوغل في النفس البشرية
المسرحية عُرضت في ختام فعاليات معرض الكتاب الـ 42
بعد سلسلة حافلة من الجلسات والندوات الثقافية والفنية، اختتم معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 42 فعالياته بالعرض المونودرامي القصير جدا «ضباب لا يحجب الرؤية»، والذي عرض داخل المقهى الثقافي، تأليف وإخراج د. هيفاء السنعوسي.د. السنعوسي كاتبة وباحثة وممارسة في الأدب العلاجي، وأستاذة الأدب والتحليل النفسي بجامعة الكويت، أدرج عرضها المونودرامي كمسرحية نفسية قصيرة عن كتابها «وجوه لا تعرف الضوء»، وهو نص يدور في عوالم الذات، ويضيء دهاليزها وأنفاقها، حيث إنها محاولة للتعرف على طبيعة النفس البشرية في حالة العتمة، حين تكون محاطة بشبح الخوف والوهم والقلق من المجهول.وفي هذا الإطار، تقول د. السنعوسي عن العمل: «قد يبدو الأمر غريبا، أعرف ذلك، إنني أتحدث عن عمل إبداعي مسرحي أو قصصي مكتوب بطريقة خاصة تعتني بالجانب النفسي بشكل فائق، عمل يكتب في لحظة إلهام للمتعة من زاوية، ولإصلاح الخلل النفسي من زاوية ثانية، ومن أجل اكتشاف الذات وتطويرها من زاوية ثالثة. إنها تقنية إبداعية نفسية تهم الأفراد بشكل عام، ومتذوقي الأدب والمعلمين والاختصاصيين والاجتماعيين والنفسيين وكل العاملين في حقل الصحة بشكل خاص، إنها تقنية مثبتة علميا بالبحوث والدراسات».
وأضافت: «اعتنيت بعمل دراسات علمية، وقدمتها في ورش عمل وبحوث وتطبيقات عملية في مؤتمرات عالمية بأميركا وأوروبا والعالم الغربي، مختصة بمجال الدراسات النفسية للأدب، وبعلاقة الأدب بالتطبيب النفسي، وآخرها بحثي حول المونودراما العلاجية، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم، وسأستمر في تطوير دراستي العلمية في هذا المجال».
تجربة صعبة
بدوره، قال بطل العرض محمد أكريمص: «فخور بأداء عمل أدبي للأديبة هيفاء السنعوسي، وسعيد بهذه التجربة الصعبة التي أدخلتني عالم المونودراما للمرة الأولى في حياتي، ولا أخفي معاناتي من تلك الأحاسيس الغريبة والتقلبات النفسية التي أحاطت بي وأنا أعايش شخصية البطل».مواجهة المجتمع
يُشار إلى أن العرض سيكولوجي من الطراز الأول، وبطل العمل رجل انغلق على ذاته، وانحبس داخل أزماته، وتقوقع بسوداويات نفسية جعلته غير قادر على مواجهة الجميع، فانغلق وانزوى، وراح يلوم نفسه ويؤنبها، مرض زوجته ومشكلاته المتعددة أوهنته قدرته على المقاومة. كما تضمن العرض إنشادا قدمه طه الزين. أما أيوب الخاطري، فقدم بداية العرض بطريقة إبداعية، وشاركت م. رزان العودة، في مجال السينوغرافيا.