أرباح الأشهر الـ 9 تعطي مؤشرات إيجابية لتوزيعات 2017
قطاع شركات الخدمات المالية يتفوق على «الاتصالات»
يوفر التذبذب السريع، سواء خلال فترة زمنية معينة أو حتى على مستوى التعامل اليومي في بورصة الكويت للأوراق المالية فرصاً جيدة للاستثمار، ويعتبر بيئة مثالية للمضاربين وصغار المستثمرين على وجه الخصوص، إذ يتمتع هؤلاء بسرعة ومرونة في الانتقال من سهم لآخر، خلافاً للمحافظ والصناديق الاستثمارية، إذ يكون التراجع فرصة للشراء واقتناء بعض الأسهم، مع سرعة التخلص منها عند أي صعود مقبل للسوق في حالات التذبذب السريع.وقالت مصادر استثمارية لـ«الجريدة»، إنه على الرغم من ارتفاع صافي ربح الشركات المدرجة بمعدل 15 في المئة خلال فترة الأشهر التسعة المنتهية في 30/9/2017 ليصل إلى 1.5 مليار دينار، لم يتفاعل معدل السيولة المتداولة في السوق مع هذا النمو في الأرباح، لاسيما في شهر نوفمبر الجاري، الذي شهد حركات تصحيحية سيطرت على مجريات التداول خلال تلك الفترة.فعادة ما تتسم المرحلة الحالية في بورصة الكويت للأوراق المالية بالتذبذب وعدم الاستقرار، وتشهد تلك المرحلة تخارجاً من الأسهم، التي لم تحقق طموحات مقتنيها، وبناء مراكز على الأخرى، التي تشير بياناتها المالية للأشهر التسعة إلى أنها ستحقق أرباحاً جيدة نهاية العام، ومن ثم توزيعات مجزية، بالتالي سيكون التذبذب السمة الغالبة على التعاملات خلال هذه المرحلة حتى نهاية العام.
تحسن توزيعات
وتوقعت مصادر استثمارية تحسن توزيعات الأرباح هذه السنة، لاسيما أن السنوات السابقة شهدت تباطؤاً في نمو التوزيعات، لأنها ترتبط بربحية الشركة والسيولة النقدية المتوافرة لديها، إذ اضطرت مجالس إدارات شركات إلى عدم توزيع أرباح، وتخلى المساهمون عن حقهم في التوزيعات للاستفادة منها مستقبلاً، سواء عن طريق إعادة استثمارها في مشاريع توسعية أو الاحتفاظ بها لبناء الاحتياطيات التي تآكلت خلال السنوات الماضية نتيجة عمليات إطفاء الخسائر.وذكرت المصادر، أن مساهمي الشركات المدرجة ستضع نصب أعينها عملية التوزيعات النقدية لأرباح الشركات المدرجة، خصوصاً أن الفترة الماضية شهدت إغراق السوق بتوزيعات المنحة، مما شكل عامل ضغط عليه وسط الظروف، التي كان يعانيها طوال السنوات الماضية، لافتة إلى أن إقرار هذه التوزيعات سيتم تقييمه في الجمعيات العمومية من قبل المساهمين، لإمكانية الحصول على سيولة جديدة في هيئة التوزيعات بعد فترة التذبذب، التي شهدتها بعض الشركات في عملية التوزيعات.وأوضحت أنه على الرغم من الأعباء التي تحملها القطاع المصرفي عموماً في السنوات الماضية، فإنه يعد الأكثر توزيعاً، لافتة إلى أن خريطة التوزيعات للشركات المدرجة في بورصة الكويت للأوراق المالية بالقيمة المطلقة تتصدرها شركات تشغيلية معروف عنها استمرارها لعملية التوزيع وهي أسهم «زين»، والوطنية للاتصالات والبنك الأهلي المتحد- البحرين، أجيليتي ، وبيت التمويل الكويتي، وشركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو)، والشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا).أرباح مفاجئة
وأضافت المصادر أن الأرباح المحققة خلال فترة الأشهر التسعة الماضية لم تحدث نوعاً من المفاجأة سوى على صعيد قطاع شركات الخدمات المالية، الذي يشمل شركات الاستثمار والتمويل، إذ تفوقت أرباحه وللمرة الأولى منذ فترة طويلة على قطاع الاتصالات لتصل إلى 185 مليون دينار بنمو 212 في المئة في 9 أشهر، مما قد يشير إلى تحسن توزيعات هذا القطاع .وكان من اللافت تفوق الصناديق الكويتية على كل مؤشرات السوق، وحقق 24 صندوقاً استثمارياً موجهاً لسوق الأسهم المحلي أداء متميزاً تراوح بين 30.88 و 7.4 في المئة.تراجع محدود
وحددت المصادر بعض الأسهم التى يمكن أن تشكل مثار جذب للمستثمرين خلال المرحلة الحالية، وبالتزامن مع فترة إقفالات نهاية العام الحالي، أهمها الأسهم الثقيلة، التي تعتمد على أرباح تشغيلية ونمو مطرد في هذه الأرباح، بما سيمكنها من الإعلان نهاية العام عن توزيعات جيدة، لاسيما الأسهم، التي تراجعت قيمها السوقية بحدود 5 إلى 10 في المئة منذ بدء موجة التصحيح تلك، ويرجح منها أسهم الشركات التي يعرفها المستثمر جيداً، ويعلم باطنها وظاهرها، حتى إن كانت قد تراجعت مع حركة السوق الحالية، شرط ألا يتعدى هذا التراجع نسبة 10 في المئة، خصوصاً أن هذه الأسهم ستكون الأسرع ارتداداً باتجاه الصعود ومن الأسرع لتعوض المستثمرين فيها.بناء مراكز
وبدأت بعض المحافظ والصناديق الاستثمارية إعادة ترتيب مكوناتها حسب أداء هذه الشركات خلال فترة الأشهر التسعة الأولى من 2017، وما حققته من أرباح، والتوزيعات المتوقعة لهذه الشركات في ضوء بعض المعطيات والمؤشرات المالية لفترات الأداء المنصرمة من العام الحالي.ولفتت المصادر، إلى أن هناك نحو 30 شركة تشغيلية من إجمالي الشركات المدرجة، هي التي تحظى بثقة وطموح المتداولين، رغبة في الاستفادة من قدرتها على تحقيق توزيعات وأرباح نقدية تحقق سيولة لها، لاسيما أن أسعارها الحالية تعتبر جيدة، ولن تتأثر كثيراً إذا ما استمر مؤشر السوق في حالة التذبذب، التي يسير عليها منذ فترة طويلة حتى نهاية العام، وبالتالي لا يشكل الدخول عليها أي تكلفة إضافية.وأشارت إلى أن الاستراتيجية الحالية تعتمد على التركيز على الأسهم الثقيلة التشغيلية والتخارج من الأسهم الضعيفة الأداء، إضافة إلى الإقبال على الأسهم ذات الأسعار المنخفضة، التي يتوقع لها أن تحقق توزيعات من خلال قراءة مؤشرات أدائها من بداية العام وحتى الآن، والتركيز على الشركات، التي حققت أرباحاً من خلال عمليات تخارج قامت بها بنفسها أو من خلال بعض العمليات العائدة عليها من أداء بعض الشركات التابعة والزميلة.وتراهن المحافظ والصناديق على تحسن السوق في ضوء إتمام كل من صفقة «أمريكانا» و»زين» التي تتجاوز قيمتهما الإجمالية المليار ونصف المليار دينار، إذ حظيت بعض الأسهم المرتبطة بتداولات تلك المجموعة خلال تلك الفترة بحركات تكتيكات من قبل مديري هذه المحافظ والصناديق والمستثمرين في سوق الأسهم لتحقيق أقصى استفادة لهم.
أسهم تشغيلية تراجعت إلى مادون الـ %10 مثار جذب للمستثمرين
تذبذب مؤشرات نوفمبر لإعادة بناء المراكز استعداداً للتوزيعات
تذبذب مؤشرات نوفمبر لإعادة بناء المراكز استعداداً للتوزيعات