أجّل وفد نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى مفاوضات «جنيف 8» الخاصة بحل أزمة الحرب الأهلية السورية سفره إلى سويسرا، في وقت من المفترض أن تستأنف المفاوضات اليوم، بإشراف الأمم المتحدة.

وقالت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للنظام، نقلا عن مصادر، إن «دمشق كانت مستاءة بعد قراءة مجهرية لبيان الرياض 2، والتفسير الملتبس لقرار مجلس الأمن 2254 تجاه تمثيل المعارضات كافة».

Ad

وأضافت الصحيفة أن «موقف دمشق تم التعبير عنه بوضوح خلال الاجتماع الذي عقده معاون المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، رمزي عزالدين، السبت الماضي في الخارجية السورية»، متابعة بأن «دمشق ترى في بيان الرياض 2 عودة إلى المربع الأول في المفاوضات، خاصة تجاه فرض شروط مسبقة مثل عبارة: رحيل الرئيس بشار الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية».

من ناحيتها، قالت قناة «الميادين» الممولة من إيران، إن الوفد الحكومي السوري لن يحضر إلى جنيف للمشاركة في المحادثات احتجاجا على بيان «الرياض 2»، وأضافت، في حال حضر الوفد الحكومي إلى جنيف، فلن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع المعارضة.

وكان مصدر في «الخارجية السورية» قال أمس الأول إن «حكومة الجمهورية العربية السورية ترحب بمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في سوتشي بمشاركة واسعة من شرائح المجتمع السوري، وتعلن موافقتها على حضور هذا المؤتمر»، متجاهلا الحديث عن «جنيف 8». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حصل الأسبوع الماضي على تأييد تركيا وإيران لعقد المؤتمر.

وأعلنت موسكو، أمس، تأجيل مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري الى شهر فبراير المقبل. وقال وزير الخارجية الروسي إن المؤتمر سيبحث إصلاح الدستور والتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية.

قوات حفظ سلام

الى ذلك، قالت وكالة سبوتنيك الروسية الممولة من الحكومة الروسية، نقلا عن مصدر في «الخارجية» الروسية إن موسكو تبحث مع دمشق فكرة نشر قوات حفظ سلام في مناطق خفض التصعيد في سورية والمشاركين المحتملين بهذه البعثة.

وقال المصدر لـ «سبوتنيك»: «هذه الفكرة يبحث بها من فترة لأخرى من قبلنا وقبل السوريين، وفيما يخص المشاركين المحتملين لهذه البعثة».

وأضاف: «ننطلق من أن أي قوات حفظ سلام على أراضي دولة ذات سيادة ينبغي أن تنشر بموافقة الحكومة الشرعية لهذه الدولة العضو في الأمم المتحدة، وفي هذه الحالة الجمهورية العربية السورية، لذلك يجب الاتفاق على جميع هذه القضايا معها، حتى المبادرة يجب أن تأتي من الحكومة في دمشق». وتنتشر قوات تركية في محافظة إدلب بموجب اتفاق خفض التصعيد، وتعتبر دمشق هذا الوجود احتلالا.

منصة موسكو

وأعلن رئيس منصة ​موسكو​ للمعارضة السورية، ​قدري جميل​، أمس، أن «الوفد الموحد للمعارضة إلى مؤتمر ​الحوار الوطني​ السوري لا يضم ممثلين عن ​الأكراد​»، موضحا أن «الوفد يضم 18 شخصا، أي 3 أشخاص من كل من منصة ​القاهرة​ ومنصة موسكو و​هيئة التنسيق الوطنية​ والائتلاف الوطني لقوى ​الثورة​ و​المعارضة السورية​ والمعارضين المستقلين والفصائل المسلحة».

وأشار إلى أن «هناك وفدا موسعا يضم 36 شخصا، بمن فيهم 4 أشخاص من كل من منصتي القاهرة وموسكو»، لافتا إلى أن «كافة قرارات الوفد ستتخذ بالأغلبية المطلقة، أي ما لا يقل عن 26 صوتا من أصل 36».

تركيا

على صعيد منفصل، شدد نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، أمس، على ضرورة أن «تستعيد الولايات المتحدة الأميركية الأسلحة التي منحتها لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية».

وقال بوزداغ، في حوار خاص أجراه على تلفزيون «أي خبر»: «تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال فيه إن بلاده ستوقف تسليح وحدات حماية الشعب الكردية يشكل أهمية كبيرة، ولكن لا قيمة له إن بقي مجرد كلام».

وشدد بوزداغ على أهمية قيام الولايات المتحدة الأميركية باستعادة الأسلحة التي منحتها للمسلحين الأكراد، كما وصف الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم الجمعة الماضي، بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان وترامب بـ «نقطة التحول» في العلاقات بين البلدين.

قرقاش

وشدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس، على أن الحل في سورية لا يمكن أن يكون تركياً أو إيرانياً، بعيداً عن الدور العربي.

وقال في تغريدة على حسابه على «تويتر» إن «الحل السياسي في سورية هو الطريق الوحيد للأزمة الدموية المشتدة، ولكنه وبكل واقعية، لا يمكن أن يكون حلا إيرانيا أو تركيا وأن يغيب عنه الدور والبعد العربي».