أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، صباح أمس، مشاورات مع الأحزاب والكتل الممثلة في الحكومة وحزب "الكتائب اللبنانية". وتركزت المشاورات على الوضع الحكومي، وكيفية تجاوز الأزمة التي تسببت فيها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وكيفية الحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد، ومفهوم كل طرف للنأي بالنفس، والعلاقات مع الدول العربية، والموقف من إسرائيل وتهديداتها وكيفية مواجهتها، واتفاق الطائف.

وقالت مصادر متابعة لـ"الجريدة"، أمس، إن "عون طلب من الأفرقاء أجوبة واضحة وصريحة من المواضيع المطروحة"، مشيرة إلى أن "رئيس الجمهورية سيجتمع مع مستشاريه الثلاثاء لبلورة حل للأزمة الراهنة".

Ad

ورجحت المصادر أن تكون نتيجة المشاورات عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته، وانعقاد الحكومة الاسبوع المقبل".

وكان أول الذين استقبلهم الرئيس عون، وزير المالية علي حسن خليل ممثلا حركة "أمل"، حيث أعلن بعد اللقاء انه نقل موقف الحركة، وقال: "هناك تقارب في وجهات النظر حول القضايا المطروحة، وأكدنا الثوابت خصوصا البيان الوزاري، وسبل متابعة المشاورات لإنضاجها لعودة المؤسسات الى العمل، ولاسيما مجلس الوزراء".

وأضاف "نحن متفائلون بالتوصل إلى تفاهم يعيد تفعيل عمل ​الحكومة​، ويجنّب لبنان أي خضة باستقراره السياسي والأمني".

ثم استقبل رئيس الجمهورية وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس ممثلا تيار "المردة"، وقال بعد اللقاء: "نعتبر أن ما قام به الرئيس عون يعبر عن الوحدة اللبنانية التي تجلت خلال الأزمة"، لافتا إلى أننا "تمنينا على فخامة الرئيس استمرار عمل الحكومة ملتزمين ببيانها الوزاري تحت اتفاق الطائف".

رعد

وعقب ذلك، استقبل رئيس الجمهورية رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ممثلا "حزب الله"، والذي لفت إلى "بحثنا مع الرئيس عون بحماية ​لبنان​ وضمان استقلال قراره واستئناف عمل حكومته، وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها"، مشيراً إلى أن "الآراء كانت متطابقة مع الرئيس عون، ونأمل أن ننطلق من القول إلى الفعل".

الجميل

إلى ذلك، أكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، بعد لقائه عون، "ان ما نؤمن به الحياد الكامل للبنان وليس النأي بالنفس، فالدفاع عن لبنان شيء، والحياد عن الصراعات الإقليمية شيء آخر، وشرط الحياد هو السيادة. ولا حياد ولا دولة بلا سيادة الدولة، وحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، والأخطر هو السلاح في الداخل وحق الشعب اللبناني في تقرير مصيره".

جعجع

واعتبر رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد لقائه عون أن "مسألة النأي بالنفس يجب أن تكون فعلاً أكثر من أن تكون قولاً، وهي تعني الخروج الفعلي من أزمات المنطقة".

وأكّد أنّ وزراءه لن يخرجوا من الحكومة "ولا أحد يمكن المزايدة علينا بالمواضيع السيادية". وعن سلاح "حزب الله"، قال جعجع: "يمكن أن تبقى الأمور على حالها على أن يكون القرار العسكري والأمني بيد الدولة".

وأوضح جعجع أن "الاستقرار له مقومات، وللوصول إلى نتيجة يجب الذهاب إلى السبب العميق للأزمة"، لافتاً الى أنه بحث مع الرئيس عون في وضع النازحين، الذي شدد جعجع على ضرورة عودتهم إلى ديارهم.

جنبلاط

وقال رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط: "أثبت الرئيس ميشال عون شجاعة عالية وحكمة كبيرة في كيفية الدوزنة السياسية من أجل الخروج من الأزمة الأخيرة الصعبة". وأضاف بعد لقائه عون أمس: "من الأفضل والحكمة ألا نشير في أي محادثات مقبلة لقضية السلاح، لأن هذا الأمر غير مجدٍ"، وقال: "أبلغت عون أننا نثق بحكمته، وآمل ألا ندخل في أي مفاوضات حول سلاح حزب الله، ولنتحدّث عن النأي بالنفس والاقتصاد".

واستقبل عون عصر أمس رئيس مجلس النواب نبيه برّي والرئيس الحريري، وقالا بعد اجتماع ثلاثي ضمهما إلى عون: "تفاءلوا بالخير تجدوه"!.

وكان الحريري بدا مرتاحاً عقب الاجتماع، ورداً على سؤال حول موقفه قال: "شايفين ابتسامتي شو كبيرة!".

وأعلنت ​رئاسة الجمهورية​ في بيان، أنّ "عون​ أجرى مشاورات تمّ خلالها طرح المواضيع التي هي محور نقاش بين اللبنا​يين، للوصول إلى قواسم مشتركة تحفظ مصلحة لبنان"، مشيرةً إلى أنّ "الرئيس عون أشاد بالتجاوب الذي لقيه من رؤساء وممثّلي ​الكتل النيابية،​ الّذين شدّدوا على ضرورة المحافظة على ​الوحدة الوطنية​ والاستقرار الأمني والسياسي، وتذليل العقبات أمام ما يعوق نهوض الدولة".

وأكّدت أنّ "نتائج المشاورات ستعرض على المؤسسات الدستورية بعد استكمالها إثر عودة الرئيس عون من إيطاليا".