كشفت وثائق سرية بريطانية، أزيح عنها الستار أخيراً ونشرتها حصرياً «بي بي سي»، أن مصر نبهت بريطانيا إلى مؤامرة لاغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلال زيارته للندن قبل 34 عاماً.

التحذير تم في 27 يناير 1983، قبل 6 أيام من موعد الزيارة، وبحسب الوثائق، فإن السفارة المصرية أبلغت السلطات البريطانية وقتذاك بمعلومات تفصيلية بشأن «تهديد قد يتعرض له مبارك خلال الزيارة»، وذكرت برقية سرية صادرة عن وزارة الخارجية البريطانية، أن السفارة المصرية أبلغت عن أن «فصيلاً معيناً من جماعة أبونضال الإرهابية ربما ينفذ عملاً ضد مقر السفارة أو أي من مكاتبها في لندن»، وطلبت السفارة توفير تدابير إضافية لحمايتها ومكاتبها.

Ad

وفي اليوم التالي، أجرى السفير المصري في لندن اتصالاً هاتفياً برئيس إدارة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في الخارجية البريطانية «دي. آيه. رويكروفت» لإبلاغه «معلومات جديدة عن فرقة الاغتيال» المحتملة التي تهدد مبارك.

ونقلت البرقية، عن السفير المصري قوله إن «عضوين من فرقة اغتيالات فلسطينية بقيادة رشدي عبدالرحمن عودة (سعد عودة)، موجودان في لندن ويزوران «فندق كلارديجز» بشكل منتظم، فيما يبدو للتأكد من اعتياد العاملين على وجودهما»، فيما سارع رئيس قسم الأمن، في إدارة البروتوكول والمؤتمرات «لتطمين السفارة بأن السلطات البريطانية واعية تماماً بالجماعة الإرهابية.

ولوحظ في الوثائق، أن «الخارجية» البريطانية حذفت، لأسباب قيل إنها تتعلق بالأمن القومي، المصدر الذي حصل منه الجانب المصري على المعلومات بخصوص «مؤامرة الاغتيال» المحتملة، لكن في إحدى البرقيات، كتب رويكروفت رأيه، بخط يده: «أظن أن المصريين حصلوا على تلك المعلومات من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد».

يشار إلى أن جماعة أبونضال هي تنظيم فلسطيني أسسه صبري البنا عام 1974 بعد انشقاقه عن منظمة التحرير الفلسطينية، التي كان يرفض سياستها، وتم اغتياله في بغداد عام 2002.