احتفى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باليوبيل الماسي (60 عاما على إنشاء متحف الكويت الوطني و35 عاما على قيام دار الآثار الإسلامية)، بتنظيم محاضرة "حديث الذكريات"، للدكتور حسن أشكناني، بمركز اليرموك الثقافي، التابع لدار الآثار الإسلامية، سبقها افتتاح المعرض المصور المصاحب لهاتين المناسبتين، وذلك ضمن نشاط الموسم الثقافي الـ23 لدار الآثار.

شهد الفعالية حضور كبير تقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والشيخة ألطاف سالم العلي، والشيخة باسمة المبارك، ولفيف من المهتمين بالشأن الثقافي، لاسيما تاريخ الكويت.

Ad

ومنذ اللحظة الأولى لوصولنا إلى مركز اليرموك الثقافي تابعنا كيف وثق المعرض المصور تاريخ إنشاء متحف الكويت الوطني، عبر حقب زمنية مختلفة، لترصد الصور أهم التحولات التي طرأت عليه، وكيف مر بثلاث نقلات كبرى، وصولا الى شكله الحالي، وتعكس هذه الاحتفالية الجهد المبذول من قبل الدكتور حسن اشكناني، والفريق المصاحب له، على مدار ثلاث سنوات كاملة، أنجز خلالها بحثه الموثق بالصور الفوتوغرافية، وضمنها في فيلم عرض خلال المحاضرة التي استعرض فيها ما توصل إليه.

ما بين أول سجل لزوار المتحف 1959 وسجل المتحف المحروق 1990.. ماذا حدث ؟ من هم المديرون والمسؤولون، وما اهم أنشطتهم؟ ما قصة كل مبنى ومحتوياته؟ أسئلة طرحها أشكناني، ثم شرح كيف اوجد لنفسه منهجا للعمل حتى يصل الى إجابات دقيقة توثق لتاريخ هذا الكيان الهام، الذي يعتبرا رمزا للثقافة الكويتية.

مجلدات ووثائق

وأكد اشكناني أن الحديث عن تاريخ متحف الكويت الوطني يمثل النهضة الشاملة التي مرت بها الكويت خلال حقبة الخمسينيات، إبان حكم الشيخ عبدالله السالم التي شهدت نهضة شاملة، ولكن تم توثيقها من جوانب محددة، وقال: "جميع الكتب والمجلدات والوثائق تناولت التقدم الذي شهدته الكويت حينها اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، ولكن لم يتطرق أحد الى نهضة المؤسسات المتحفية، لاسيما أن متحف الكويت الوطني يعتبر أول متحف في تاريخ الخليج العربي".

واستعرض بعض الوثائق والصور النادرة التي تؤكد حديثه، وتظهر استقبال الشيخ عبدالله السالم لأول بعثة تنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا.

وقال إن فكرة توثيق تاريخ متحف الكويت الوطني بدأت عام 2009، عندما وصل إلى صورة اصلية كانت موجودة في لبنان تتحدث عن ركن داخل متحف الكويت الوطني، وهي التي شرعت الباب امامه للبحث عن الصور والمقتنيات التي تتناول تاريخ المتحف، حتى بلغت عدد المواد 230 عام 2011، حينها تشابكت لديه الخيوط، لاسيما المتعلقة بالجهات التي تبعها المتحف خلال مراحل زمنية مختلفة، فتوصل الى ان متحف الكويت الوطني تقسم تاريخه لثلاث مراحل زمنية مختلفة في ثلاثة أماكن مختلفة أيضا، المرحلة الأولى من 1957 الى 1976 والثانية من 1976 الى 1983 والفترة الثالثة 1983 الى اليوم.

وأشار إلى أن كل مرحلة تضمنت قصة المبنى والمديرين وأهم الموظفين والأنشطة والمقتنيات التي يعتبرها حجر الزاوية في الدراسة، لأنها رفدته بمعلومات مهمة وثرية.

وذكر أشكناني أنه وضع أكثر من منهجية للوصول الى المعلومات، منها المقابلات الشخصية مع من عاصروا فترات زمنية مهمة في تاريخ المتحف، فضلا عن مراجعة المكتبات أو زيارة بعض المناطق المرتبطة بالمناسبتين، سواء دار الآثار او متحف الكويت الوطني، الى جانب المواد الأرشيفية.

فيلم تسجيلي

ثم تابع الحضور فيلما تسجيليا يوثق مرور 60 عاما على تأسيس متحف الكويت الوطني، و٣٥ عاماً على انشاء دار الاثار الإسلامية، من اعداد د. حسن اشكناني، ومن تصوير واخراج جابر الهندال، ويرصد لقاءات شخصية مع بعض الشخصيات التي شغلت مناصب قيادية في المتحف، منهم ثاني مدير لمتحف الكويت الوطني إبراهيم البغلي، ومراقب المتاحف والآثار جواد النجار، وأحد أوائل العاملين في المتحف عبدالرحمن الصفي وآخرين.

يشار إلى أن الأستاذ عبدالعزيز بوشهري قام بتذليل كل العقبات التي اعترضت تنظيم المعرض، لاسيما في مسألة تقديم الرعاية الكاملة من جانب شركة الخليج للتأمين، وتأتي هذه الخطوة ضمن تفعيل الشراكة بين المجلس الوطني والقطاع الخاص في تنظيم فعاليات مشتركة.