افتتحت الأوركسترا الوطنية اللبنانية الأسبوع الثقافي اللبناني بالكويت بحفل كلاسيكي أقيم مساء أمس الأول على مسرح عبدالحسين عبدالرضا – السالمية، برعاية وحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة، الشيخ محمد العبدالله، ووزير الثقافة اللبناني غطاس خوري، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، علي اليوحة، والسفير اللبناني لدى الكويت ماهر الخير، ولفيف من قيادات المجلس وأعضاء السلك الدبلوماسي.تخلل حفل الافتتاح تبادل الدروع التذكارية بين الوزيرين غطاس والعبدالله الذي أهدى درعا تذكارية أيضا إلى الشيخة د. سعاد الصباح، ومن ثم قال وزير الثقافة اللبناني في كلمته بهذه المناسبة إن لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد دورا في حل الأزمات التي تمر على لبنان ومساعدته على النهوض منها، وإن هذا الدور يمتد للمنطقة العربية.
وأضاف أن دولة الكويت تحتل "منزلة خاصة ومحبة موصوفة" في وجدان كل لبناني، إذ تميزت العلاقات الأخوية بين البلدين بصدق المشاعر وحسن اللقاء وتماهي المواقف العربية والإنسانية.
تعاون إيجابي
وتابع: "من باب الثقافة جئنا إلى دولة الكويت اليوم، ثقافة الانفتاح والتنوع، ثقافة الاعتدال والسلام، ثقافة الأخوة العربية المشتركة".وأردف قائلا: "من باب التضامن العربي جئنا إلى دولة الكويت لنؤكد أن ما يجمع بلدينا هو التعاون الإيجابي والتعاضد البناء، وأن مسيرتنا الطويلة معا أقوى من أن يفسدها فاسد، وأقوى من أي رياح تهب عليها".وأعرب عن الشكر للوزير العبدالله والمجلس الوطني، وكل من شارك في دعم هذا الاحتفال ودعوته إلى زيارة بلده الثاني الكويت، متمنيا للحضور الاستمتاع بما ستقدمه فرقة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية للتعبير عن كل مشاعر المودة، ونشر رسالة المحبة للكويت والكويتيين.من ثم كان الجمهور الذي احتشد في مسرح عبدالحسين عبدالرضا حتى ملأ مقاعده عن آخرها، وتابع بعضهم الحفل وقوفا على موعد مع برنامج حافل دسم بالعديد من الأغنيات المميزة التي تحمل عبق لبنان بشماله وجنوبه، حيث قاد المايسترو أندريه الحاج فرقته لتعزف بحب، بينما تشدو المطربة كارلا بصوتها العذب على وقع أنغام شرقية أصيلة، فتطرب الحضور وتبحر بهم الى زمن الفن الجميل.طرب أصيل
امتد الحفل لساعتين، قدمت خلالهما الأوركسترا باقة من أجمل الأعمال الغنائية التي تعبر عن الهوية الثقافية اللبنانية، لتقف المطربة كارلا رميا على المسرح تواجه حضورا متعطشا للطرب الأصيل، وتنهل من إرث بلاد الأرز الغنائي، وتشدو بباقة من أعمال فيروز، فتصول وتجول بصوتها وتتفاعل مع الجمهور الذي كان شريكا في نجاح الحفل بصيحات الإعجاب تارة وبترديد بعض الأغنيات تارة أخرى، ولم لا وهي مطربة سلسلة أسرة فنية؟، فوالدها الفنان ميشال رميا اهتم بها منذ الصغر ووضعها على الطريق لتمضي قدما متسلحة بموهبتها، لتستحق أن تعتلي مسرح عبدالحسين ممثلة عن بلادها، فاختارت مجموعة من الأغنيات المميزة، منها "قديش كان في ناس" و"من عز النوم" و"بحبك يا لبنان".أسست الأوركسترا الوطنية اللبنانية عام 2000 على أيدي رئيس الكونسرفاتوار السابق د. وليد غليمة وقاد أولى أمسياتها في قاعة اليونسكو، وظلت تحت إدارته حتى عام 2011، ولم تقتصر حفلات الأوركسترا على مسارح لبنان ومهرجاناتها الكبرى فقط مثل "مهرجان البستان الدولي"، فشاركت في أبرز المهرجانات العربية منها في أبوظبي، وأخرى في قطر، وكان لعروض الأوركسترا صدى جيد ومشرف لدى كبار العازفين والمؤلفين الموسيقيين في العالم العربي ولدى جمهور شاهدها وطرب لأدائها مقدار مهارة مؤديها الذين بلغوا حاليا 55 عازفا.