بدا الدولي الإيطالي السابق جينارو غاتوزو عازما على أن يعكس الشخصية "القتالية" التي تمتع بها خلال ايامه كلاعب، على طريقة لعب ميلان وذلك من خلال ما صدر عنه الثلاثاء في المؤتمر الصحافي المخصص لتقديمه بعد تعيينه مدربا لفريقه السابق.

وشدد غاتوزو على ضرورة أن يتمتع اللاعبون بروح المعركة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.

Ad

واستعان ميلان بغاتوزو الذي عرف بروحه القتالية خلال ايامه كلاعب في الفريق اللومباردي، من أجل أن يخلف فينتشنزو مونتيلا الذي اقيل الإثنين من منصبه على خلفية النتائج السيئة للفريق رغم الأموال الطائلة التي انفقتها الادارة الصينية الجديدة.

وأكد غاتوزو (39 عاما) الذي خاض اكثر من 450 مباراة مع ميلان بين 1999 و2012 وأحرز معه لقب الدوري المحلي مرتين ودوري ابطال اوروبا مرتين والكأس المحلية مرة واحدة، أنه "يوم هام للغاية، مسؤولية كبيرة. نحتاج الى الاثبات بأننا نريد بذل الجهد اللازم وأن نكون فريقا موحدا".

وتابع "نحتاج الى التمتع بروح المعركة، لكن ذلك لن يكون كافيا لوحده لأننا نحتاج ايضا الى النوعية. ستكون مهمة صعبة، فهذا الفريق يضم 16 جنسية ومعدل اعماره يبلغ 21 عاما. المرحلة التي يمر بها (الفريق) صعبة لكن الامكانيات موجودة لتحقيق نتيجة جيدة".

وجاءت اقالة مونتيلا بعد يوم من تعادل ميلان مع ضيفه تورينو سلبا في المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الايطالي حيث يحتل الفريق الفائز بلقب دوري ابطال اوروبا 7 مرات المركز السابع برصيد 20 نقطة، بفارق 18 نقطة خلف نابولي المتصدر.

وتولى مونتيلا الاشراف على ميلان في يونيو 2016، لكن الفريق لم يحقق تحت اشرافه النتائج المرجوة برغم ضخ الملاك الصينيين الجدد اكثر من 200 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية.

ورغم المركز الحالي للفريق وعدم تمكنه من انهاء الدوري في مرتبة أفضل من المركز السادس خلال المواسم الأربعة السابقة، أشار غاتوزو الى أنه "بحسب رأيي، بإمكان هذا الفريق أن يقوم بعمل جيد"، كاشفا بأنه تحدث الى الرئيس السابق لميلان سيلفيو برلوسكوني للوقوف على رأيه بشأن الوضع الحالي للفريق لأنه "أحد أكبر العارفين في كرة القدم واستمعت اليه بعناية".

لكن تجربة غاتوزو الذي لعب خلال مسيرته لموسم واحد في كل من رينجرز الاسكتلندي وسيون السويسري، في مجال التدريب لا تزال متواضعة إذ أشرف على الأخير وكريت اليوناني وباليرمو وبيزي الايطاليين، وهو كان يعمل مدربا لفريق الشباب في ميلان منذ مايو الماضي.

ورغم هذا السجل التدريبي المتواضع، بدا بطل العالم لعام 2006 واثقا بقدراته بالقول "أملك في رصيدي أكثر من 100 مباراة (كمدرب) في بطولات مختلفة. الأمر منوط بي الآن لكي أقدم النتائج".

وأشار لاعب الوسط السابق الذي خاض 73 مباراة دولية مع ايطاليا بين 2000 و2010 الى أنه "ينتابني نفس الشعور الذي كان يراودني عندما كنت لاعبا في كل مرة أزور فيها ميلانيلو (مركز تمارين ميلان)، أشعر وكأني في الفردوس..."، مؤكدا "أعشق عملي وأقوم به بشغف. أن تدرب فريقا، فهذا الأمر بمثابة امتياز".

وكشف أنه سيتعامل مع المباريات كل على حدة "لأنه ليس الوقت المناسب للاهتمام بمركز الفريق في الترتيب العام أو بالمشاركة في دوري الأبطال" الموسم المقبل، معتبرا بأن المباراة المقبلة ضد بينيفينتو يوم الأحد ستكون بالنسبة له "بمثابة نهائي كأس العالم".

وأنفق ميلان 230 مليون يورو هذا الصيف من أجل استعادة مكانته السابقة بقيادة مالكه الجديد رجل الاعمال الصيني لي يونغ هونغ الذي دفع 740 مليون يورو من أجل شراء النادي الإيطالي العريق من رئيس الوزراء السابق برلوسكوني في ابريل الماضي.

وكان النادي نشطا جدا في سوق الانتقالات بابرامه العديد من الصفقات ابرزها ضم صخرة الدفاع ليوناردو بونوتشي من غريمه يوفنتوس بهدف العودة الى الالقاب، فضلا عن النجم البرتغالي الصاعد اندريه سيلفا من بورتو، كما مدد عقد حارس المرمى الشاب جانلويجي دوناروما.

لكن مونتيلا (43 عاما) فشل في استثمار طاقات اللاعبين للمنافسة على الصدارة محليا فكانت نتائجه متواضعة خاصة امام الفرق الكبيرة، لتستمر معاناة الفريق بعد موسمين من التخبط الفني قبل مجيئه.

وكشف المدير التنفيذي للنادي ماركو فاسوني خلال تقديم غاتوزو أنه يأسف لإقالة مونتيلا، مؤكدا "كان قرارا صعبا بسبب العلاقة التي بنيناها مع مونتيلا من أجل مشروع لم يمض قدما بالقدر الذي كنا نتمناه هذا الصيف".

وشدد على أن اختيار غاتوزو لم يكن من أجل سد الفراغ وحسب "بل لأنه الخيار الصحيح في هذا الوقت. ونظرا لتاريخ رينو (لقب غاتوزو)، فهو يعرف الاجواء وغرف الملابس. في الأشهر الأخيرة أظهر ما يعنيه الأمر بأن تكون مدربا لميلان (فريق الشباب). إنه القرار الذي أردنا أن نتخذه ولم نقم بشد حبل مظلة الطوارىء".