"تجربة المحترفين" ظاهرة قديمة حديثة عرفت طريقها إلى الأندية منذ عدة سنوات، لكنها زادت في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر، للوقوف على مستوى المحترف قبل التعاقد معه، والتأكد من عدم معاناته بإصابات مزمنة قد يكون لها مردود سلبي عليه خلال فترة التعاقد.

ومن المفترض أن الأندية التي ترغب في التعاقد مع محترفين لتدعيم صفوف فرقها تتلقى توصية الأجهزة الفنية بهذا الأمر، وتشهد التوصية تحديد الأماكن الشاغرة التي تسعى إلى شغلها بلاعبين أكفاء، وفقا للإمكانات المادية المتاحة بالطبع.

Ad

ومن المؤكد أن الطريقة التي تخضع المحترفين لتجربتهم غير صحيحة، خصوصا أن هذه التجارب لم تجلب محترفين أكفاء قادرين على صنع الفارق مع المنافسين.

خطأ متكرر

وهناك خطأ تكرره الأندية في تجربتها للمحترفين، وهو الحكم على مستواه من خلال مشاركته معها في التدريبات فقط، وهو أمر ليس منطقيا بالمرة، لاسيما أن المباريات الرسمية هي التي تبرز سلبيات وأخطاء وإيجابيات اللاعب كونها تقام تحت ضغوط جماهيرية، لذلك كانت البطولة التنشيطية فرصة رائعة لتجربتهم، قبل أن يتم تغيير موعدها لتقام خلال فترات توقف النشاط الرياضي.

كما أن هناك خطأ آخر لا يقل أهمية عن السابق، ويتمثل في توقيت تجربة المحترفين، وذلك إما خلال المعسكرات أو في منتصف الموسم، فالمعسكرات تشهد الارتقاء بالنواحي البدنية بشكل أكبر كثيرا من النواحي الفنية، كما أن المباريات التي تقام خلالها غالبا ما تكون مع أندية أقل مستوى، بينما منتصف الموسم لا يشهد أي مباريات ودية.

حجج ضعف المستوى

واللافت للنظر أن الأندية تتحجج بضعف مستوى المحترفين، نظرا لشح الإمكانات وضعف الميزانية التي ترصدها الهيئة العامة للرياضة والبالغة 20 ألف دينار لكل لاعب، ومن الأحرى ألا تتعاقد الأندية مع محترفين دون المستوى لمجرد التعاقد فقط ليس إلا، وليس هناك فارق بين ناد كبير وآخر صغير، فالكل يتسارعون لجلب محترفين دون المستوى، لذلك يتعين عليها منح الفرصة للاعبين بقطاع المراحل السنية المختلفة بالنادي، والذين يحتاجون فقط إلى صقل مواهبهم ومهاراتهم، وخير دليل على ذلك تجربة نادي النصر حينما قرر جهاز الكرة بناء فريق جديد.

وهناك مثال صارخ للتعاقد مع محترفين من باب سد الخانة، وهو إخضاع القادسية للاعبين تياغو وليما للتجربة في المعسكر التركي الذي أقامه الأصفر في تركيا خلال أغسطس الماضي، ليتم التعاقد معهما، وبالتالي صدرت العديد من التصريحات من أعضاء الجهازين الفني والإداري في وقت لاحق بعدم الاقتناع بمستواهما!

ومن المؤكد أن المحترفين الذين يتعاقد معهم القادسية في السنوات الأخيرة باتوا دون المستوى، باستثناء المحترف الغاني رشيد صوماليا، عكس الحال خلال الفترة التي تولى فيها فواز الحساوي رئاسة جهاز الكرة والنادي، فقد استغل إمكاناته المادية لجلب محترفين رائعين، منهم التونسي سليم بن عاشور والسوريون جهاد الحسين وعمر السومة وفراس الخطيب وغيرهم.

الكويت يغرد خارج السرب

والكويت هو النادي الوحيد الذي يغرد خارج السرب في الوقت الراهن، فتعاقده مع محترفين أكفاء يأتي بعد مراقبة اللاعبين في عدد كبير من المباريات التي يشارك فيها، لذلك غالبا ما يجلبون محترفين أكفاء بمبالغ مالية طائلة يتحملها رجالات النادي.

الأندية تكرر أخطاءها

يبدو أن مسؤولي القادسية لا يتعلمون من أخطائهم، حيث قاموا بتجربة محترفين مجددا، وذلك بعد جلب 3 محترفين من الجنسية الغانية، وبعد مشاركتهم في التدريبات تم الاستقرار على التعاقد مع واجا، وصرف النظر عن ستيفان كوادو وفليكس إدو، وهو الأمر الذي ستتبعه العديد من الأندية خلال الفترة المقبلة لإبرام صفقات شتوية.

وعلى الجانب الآخر، هناك أندية جلبت محترفين دون إخضاعهم للتجربة، مع الاكتفاء فقط بمشاهدة مباريات مسجلة لهم حديثا، في مقدمتهم التضامن، الذي تعاقد في الموسم الماضي مع 8 محترفين، وفي الموسم الجاري تعاقد مع 4، ولم ينجح منهم إلا السوري حميد ميدو، ومع بداية الموسم الجاري تعاقد مع 4 آخرين تم الاستغناء عن خدمات ثلاثة منهم، والإبقاء فقط على الأردني فادي عوض، لذلك رأى المدرب الصربي رادي ضرورة إخضاع المحترفين الجدد للتجربة قبل التعاقد معهم، وهو ما يعيدنا إلى نقطة البداية.