الإخوان
هي ليست تجربة واحدة أو اثنتين، وليست حكاية أو حكايات قديمة سجلها التاريخ وانقضت، بل هي وقائع متعاقبة مستمرة دائمة تثبت أن ما يحدث هو منهج وأسلوب لا مجرد اجتهاد فرد أو مجموعة في فترة معينة وينتهي.فمع كل تجربة يفترض بها أن تكون ديمقراطية يسيطر عليها الإخوان صغارهم أم كبارهم تجدون التلاعب ومحاولة وأد المنافس بأساليب وطرق غير سليمة، ولا تمتّ للديمقراطية بصلة سواء في الكويت أو بريطانيا أو الولايات المتحدة أو أي موقع يهيمنون هم عليه، كل ذلك في سبيل عدم وصول أي منافس لسدة القيادة.
ممارساتهم ليست وليدة اليوم بل تعود إلى تاريخ ظهورهم المشؤوم في الكويت في سبعينيات القرن الماضي، وبغض النظر عن توظيفهم الدين لكسب التأييد والتحالف التعيس مع السلطة، وكلها أمور سيئة ذكرناها، وتشعب فيها الكثيرون في مناسبات سابقة، إلا أن المستفز فعلا هو عدم قدرة أي منافس على أن يحظى بعدالة المنافسة في حال كانت إدارة العملية الديمقراطية بيد الإخوان.المصيبة أن مسألة التلاعب ومحاولات وأد المنافسة يتعلمها "الإخوانچي" الصغير منذ بداية انخراطه في العمل الجماعي، فمن تلاعب منهم بالسبعينيات والثمانينيات أصبح اليوم قياديا بارزا في تنظيمهم أو نائبا أو وزيرا، ومن يتلاعب اليوم سيصبح قياديا في الدولة قريبا، فيتعزز ويعزز مبدأ الاحتكار ومنع الآخر واختزال الديمقراطية في وصوله للقيادة فقط.وهو بالطبع مؤشر لما ستؤول إليه الحال في حال سيطر هذا التيار على مفاصل الدولة، فلا ديمقراطية ولا تعددية إلا لهم ومن يدور في فلكهم، فهم لا يتغنون بالديمقراطية إلا لرغبتهم في الوصول إلى القيادة وعلى الديمقراطية السلام في حال سيطرتهم.لذلك فإني أرى أن أي محاولة للتعاون معهم في سبيل تعزيز الديمقراطية هي ضرب من الخيال والاتجاه للهاوية، فهم وإن رغبوا في التعاون اليوم فالسبب يعود لتقهقرهم، وما إن يتمكنوا حتى يكون كل من يتعاون معهم ضحية لهم، وحينها لن ينفع الندم.