* بداية، ما هي رؤية مدرستكم في مجال اللغة العربية؟

Ad

- حقيقة إننا في مدرسة دسمان ثنائية اللغة نؤمن بأهمية اللغة العربية كلغة أم للطلاب الدارسين لدينا، مع اهتمامنا أيضا باللغة الإنكليزية التي تعد من اللغات المهمة عالميا، ولهذا سعينا إلى تحقيق التوازن الناجح في هذه المسألة، من خلال عدد من البرامج والمشاريع التي تعزز وتنمي ثقافة الطلاب في مجال "العربية".

* ما هي هذه البرامج والمشاريع؟

- لدينا كثير من البرامج التي تسعى إلى تعزيز اللغة العربية في نفوس طلبتنا، ومنها مشاركتنا على مدى 3 سنوات في مبادرة "تحدي القراءة" التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ونشارك فيها بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية في الكويت، حيث حصل 2 من طلبتنا على مركزين ضمن العشرة الأوائل على مستوى مدارس التعليم الخاص في الكويت، ونسعى إلى الوصول والمشاركة في المسابقة عربيا وعالميا، ونحن في المدرسة نؤمن بأهمية توزيع البرامج وتنظيم الفعاليات التي تزيد من قوة ومقدرة الطلاب على القراءة، لأننا نعتقد بأن التعليم الحقيقي لا يكون فقط من خلال الكتب الدراسية والمناهج، مع أهميتها، إلا أنه لابد من إدخال قراءة الكتب والنصوص الحية والمجلات والموسوعات العلمية، فالقراء هي التي تصنع القائد في المستقبل.

* ما الذي يدفعكم إلى الاهتمام باللغة العربية في مدرستكم؟

- عندما نزور دولا أوروبية ونشاهد اهتمامهم بالقراءة، وكيف أنها تشكل مصدرا مهما للمعلومات والثقافة لديهم نشعر بالحسرة على حالنا في الوطن العربي، فالطفل العربي لا يقرأ، ولا يجد من يشجعه على القراءة، ولهذا اخترنا شعارا لمشاركتنا في "تحدي القراءة"، وهو شعارنا لهذا العام "قارئ اليوم قائد الغد"، وذلك للربط بين القراء ومسألة القراءة، وأردنا أن نشعر الطالب بأن من يريد أن يصبح قائدا في المستقبل فعليه القراءة وتثقيف نفسه.

مهارات القرن الـ 21 بالتحدث أمام الجمهور

نظمنا قبل فترة منتدى «دسمان توك»، برعاية وكيلة وزارة الشباب، الشيخة الزين الصباح، بهدف تعزيز قدرة الطلاب على الحديث أمام الجمهور ومواجهة التحديات، وقد حقق طلبتنا نتائج باهرة ورائعة في التحدث بطلاقة أمام الجمهور.

* ما هي مشاريعكم على مستوى تثقيف الطلاب؟

- لدينا العديد من المشاريع والبرامج، حيث نظمنا مجموعة من البرامج لتعزيز مشاركة طلبتنا في برنامج "تحدي القراءة"، ونحن بصدد استضافة مجموعة من المؤلفين وكتّاب القصة الكويتيين والعرب ليأتوا ويزوروا طلبة المدرسة ويحدثونهم عن أعمالهم الأدبية، وحاليا نسقنا مع الأديب سعود السنعوسي، وهو صاحب رواية "ساق البامبو" لعقد حلقة نقاشية مع الطلبة، والحديث عن طرق كتابة القصة.

كما وضعنا لطلبة المرحلة الثانوية المقهى الثقافي لكي يكون مكانا مخصصا لهم، وتقوم فكرته على استضافة كتّاب ومؤلفين في هذا المقهى لمناقشتهم وحديثهم فيما يخص أعمالهم، بشكل يجعلها محببة للطلاب، ولدينا أيضا في كل عام شخصية ثقافية، حيث كانت شخصية العام قبل الماضي للمتنبي تحت عنوان "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، والعام الماضي كانت شخصية وليام شكسبير تحت عنوان "أكون أو لا أكون... تلك هي المشكلة"، وهذا العام لدينا شخصية الكاتب والروائي المصري توفيق الحكيم، ويقوم الطلبة بقراءة الأعمال والروايات التي كتبها الحكيم.

* هل لديكم تعاون مع مكتبات أو ما شابه؟

- نعم، نحن نتعاون مع مؤسسات ومكتبات عديدة، وقد وقعنا بروتوكول تعاون مع مكتبة "تكوين"، وهي مبادرة كويتية تهدف إلى تفعيل القراءة، حيث سيقومون بزيارات إلى المدرسة وقراءة أعمال ومؤلفات وقصص، وكذلك استضافة طلبتنا في مقرهم واطلاعهم على محتوياتها، وكذلك شاركنا مع المكتبة الوطنية بالتعاون مع مديرها كامل العبدالجليل، من خلال تنظيم زيارات للطلبة إلى المكتبة التي تحتوي على زوايا معينة تتناسب مع مختلف الأعمار.

«حكاية لوحة» وشخصيات

نعد حاليا عملا مسرحيا بعنوان «حكاية لوحة» نستدعي من خلالها 12 شخصية كويتية وعربية وعالمية ممن كان لهم أثر كبير في التاريخ الإنساني، لكي نعرّف بأدوارهم وإنجازاتهم، حيث سيتم عرضها في مطلع ديسمبر المقبل.

* ماذا عن الجانب الإنساني، وهل هناك اهتمام منكم في هذا الجانب؟

- نعم بكل تأكيد، حيث إننا ركزنا كثيرا على الجانب الإنساني من خلال القراءة، وكان لدينا اهتمام بربط البعد الإنساني مع القراءة، حيث تبنينا مشروعا خيريا لمساعدة الناس المحتاجين، من خلال تخصيص مبالغ مالية تعتمد على كمية القراءة التي يحققها الطالب، حيث إنه كلما قرأ أكثر زادت قيمة التبرعات المسجلة بسببه، وهذا يعزز البعد الإنساني لدى الطلاب، ونظمنا زيارات إلى مستشفى الأطفال في "الصباح"، حيث يقوم الطلبة بقراءة القصص للأطفال المرضى، وهذا مما يخلق بعدا إنسانيا عند الطلاب والقراء يؤكد الأبعاد الإنسانية في نفوسهم، وقدمنا كذلك بعض الدعم من الكتب ومصادر التعلم لبعض المدارس الخاصة قليلة الإمكانات.

* هل هناك تعاون أو تواصل مع مدارس من ذات الفئة؟

- هناك تعاون متبادل مع مدارسنا في مختلف دول العالم، ويجري حاليا تنفيذ برنامج تبادل الرسائل بين طلبة المدرسة في الكويت والطلبة في مدارسنا في مختلف دول العالم، حيث يتم تبادل الأفكار والثقافات وتعريفهم على برامج تعزيز القراءة، ونحن نعتقد أنه بهذه الطرق نستطيع خلق جيل واع ومثقف قادر على تحمّل المسؤوليات، فكما أسلفنا، تسعى المدرسة من خلال رسالتها إلى تحقيق التوازن بين تدريس اللغة الإنكليزية واللغة الأم، وهي العربية، فنحن نؤمن بأهمية اللغتين، وأن يعي الطلاب هذه الأهمية، وأن يتمكنوا من تحقيق امتلاك المهارات والقراءة باللغتين، وطلبتنا يشاركون في مسابقات تنظمها الإدارة العامة للتعليم الخاص في الشعر والقراءة العربية.