تتجه الأنظار إلى الجهود المبذولة لإنضاج تسوية سياسية جديدة تطوي نهائيا صفحة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ويكون عمودها الفقري تجديد القوى المحلية كلها التزامها سياسة النأي بالنفس عن الصراعات بالمنطقة، والحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية.ومع ترجيح إنضاج التسوية الأسبوع المقبل، رجحت مصادر سياسية متابعة أن تجرى بعض التعديلات الوزارية في هيكلية حكومة استعادة الثقة، بحيث يتم استبدال وزير أو أكثر بشخصيات أخرى، مضيفة: "يتمثل هذا الإجراء في إخراج بعض الوزراء الذين لم يكن أداؤهم على قدر التطلعات، من النادي الحكومي، وتعيين شخصيات أخرى أكثر إنتاجية مكانهم، فيتم إدخال دم جديد حيوي إلى مجلس الوزراء، يواكب انطلاقته الجديدة".
واتى الكلام عن تغير وزاري بعدما لمح الرئيس الحريري، في حديث تلفزيوني أمس الأول إلى رغبته في التعديل الحكومي، إذ إنه عندما سئل "إن بقيت، هل ستواصل العمل كما في السابق مع الحكومة عينها ومع الأشخاص أنفسهم أم أنك ستقوم بتغييرات وتعديلات؟ أجاب: لعلنا سنُجري تعديلات".وذكرت المصادر أن "رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل تحدث في اجتماع لتكتل التغيير والإصلاح في يونيو الماضي عن أداء مخيب للآمال لبعض الوزراء"، مشيرة الى أن ذلك قد يضطر التيار إلى إجراء تعديل وزاري، "الفرصة لتنفيذ هذا التعديل قد تكون سانحة اليوم".إلى ذلك، غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيروت قبل ظهر اليوم متوجها الى روما، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام، تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا. ومن المقرر أن يفتتح الرئيس عون غدا مؤتمر "الحوار الاوروبي - المتوسطي"، الذي يعقد في العاصمة الايطالية، ويلقي كلمة باسم لبنان، في حضور الرئيس الايطالي وعدد من المسؤولين في دول اوروبية ومتوسطية. ويعقد المؤتمر للمرة الثالثة في روما، ويتناول مواضيع تهم الدول الواقعة على ضفتي حوض البحر الابيض المتوسط، أبرزها هذه السنة، "كيفية المحافظة على الاستقرار السياسي لهذه الدول، بما يتيح فرص التبادل والحوار والأمن المشترك، من خلال بناء استراتيجيات لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وطرق الحد منها، مع احترام حقوق الانسان".ودعي الى حضور المؤتمر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط، ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، اضافة الى ممثلين عن عدد من دول الخليج العربي، والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني، اضافة الى مسؤولين إيطاليين وشخصيات لبنانية وعربية، وسيشارك وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر.وعشية الزيارة الرسمية لإيطاليا، كانت للرئيس عون لقاءات دبلوماسية في قصر بعبدا، أمس، فاستقبل سفير بريطانيا هوغو شورتر يرافقه المستشار الاول للدفاع لمنطقة الشرق الاوسط الجنرال جون لوريمر مع عدد من الضباط، بمناسبة قرب تسلم الجنرال لوريمر مهامه في الاول من يناير المقبل.وتم خلال اللقاء، عرض العلاقات اللبنانية - البريطانية، لاسيما في الشق العسكري منها، حيث شكر الرئيس عون الوفد البريطاني على "الدعم الذي قدمته المملكة المتحدة للجيش اللبناني، خصوصا في مجال إنشاء أبراج المراقبة على طول الحدود اللبنانية - السورية، ما ساعد في مراقبة ومنع تسلل الإرهابيين عبر الجرود الى الاراضي اللبنانية قبل تحريرها في معركة فجر الجرود". وكانت جولة افق، تناولت الاوضاع اللبنانية العامة وفي المنطقة وموقف لبنان منها، حيث اكد الرئيس عون "جاهزية القوى الامنية اللبنانية في ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة، عبر تنفيذ عمليات استباقية، اثبتت جدواها وأحبطت مخططات للقيام بأعمال ارهابية تسيء الى الاستقرار والامن في البلاد". ولفت الرئيس عون إلى "استمرار التهديدات الاسرائيلية وخطورتها، لاسيما الانتهاكات المتكررة للقرار 1701 الذي التزم لبنان تطبيقه، فيما لا تزال اسرائيل تمعن في خرقه وتجاهل الدعوات الدولية المتكررة للتقيد به".إلى ذلك، أصدر قاضي التحقيق في بيروت شربل أبوسمرا، أمس، قرارا بإخلاء سبيل الأمين العام للتحالف المدني الإسلامي أحمد الايوبي مقابل كفالة مالية، قدرها 500 ألف ليرة. وكان الايوبي اوقف في 16 الجاري بتهمة تحقير رئيس الجمهورية والتعرض لشقيقه، بناء على ادعاء مقدم من مدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري نادر الحريري، على خلفية سلسلة مقالات نشرها الأيوبي في أحد المواقع الإلكترونية، تعرض في أحدها لنادر الحريري.
دوليات
لبنان: «التسوية الجديدة» ستنتج تعديلاً وزارياً
29-11-2017