كينيا منقسمة بعد أداء كينياتا اليمين
مرشح المعارضة: «جمعية الشعب» ستنصبني رئيساً الشهر المقبل
نصب أوهورو كينياتا أمس رئيسا لكينيا لولاية ثانية وأخيرة في بلد منقسم، كما أظهره تفريق الشرطة معارضين كانوا يريدون تنظيم تجمع.وأدى كينياتا، الذي أعيد انتخابه رئيسا في اقتراع جرى أكتوبر 2017 وقاطعته المعارضة، اليمين وسط تصفيق نحو 60 الف شخص تجمعوا في ملعب شمال شرق العاصمة نيروبي.وفي كلمته بعد أداء اليمين، تعهد كينياتا في مبادرة تصالحية مع المعارضة، بدمج بعض أفكارهم، وتكريس "الوقت والطاقة" لبناء الجسور.
وقال الرئيس الكيني إنه بوسع أي إفريقي الحصول على تأشيرة دخول لدى وصوله إلى كينيا، ويمكنهم أن يستوطنوا في البلاد إذا تزوجوا من مواطنين كينيين ليرفع القيود عن بعض الدول، مضيفا أن الهدف من هذا التحرك هو توطيد العلاقات الافريقية.
الشجرة التي تحجب الغابة
لكن الأبواق والجوقات العسكرية وحضور رؤساء 13 دولة معظمها إفريقية، الى جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الملعب المزدحم، حيث نصب الرئيس لولاية جديدة من خمس سنوات، شكلت الشجرة التي تحجب الغابة.ويمثل أداء اليمين والتنصيب بالتأكيد نهاية لجدل حول الانتخابات، شهد خصوصا نقض القضاء نتائج الانتخابات الرئاسية في 8 اغسطس، لكن البلد يخرج منها بأضرار كبيرة نجمت عن اختبار ديمقراطي ذكر بالانقسامات العميقة اتنيا وجغرافيا واجتماعيا. وتؤكد المعارضة منذ أسابيع أنها لا تعترف بفوز كينياتا، ووعدت بمواصلة حملة "عصيان مدني".ومن المفارقات أن هذه الأزمة السياسية بدأت بقرار تاريخي للمحكمة العليا في أول سبتمبر، إثر طعن من المعارضة، حيث أشارت المحكمة إلى خلل في نقل النتائج، وقضت بعدم صحة الانتخابات الرئاسية في 8 اغسطس. وهذه سابقة في افريقيا.وأشيد بالقرار باعتباره فرصة للسياسيين الكينيين لتعزيز الديمقراطية، لكن هؤلاء لم يفعلوا أكثر من مضاعفة حروبهم الكلامية.ووسط هذا المناخ المسموم، أعلن كينياتا (56 عاما)، الذي يحكم البلاد منذ 2013، فائزا بالانتخابات الرئاسية الجديدة التي نظمت في 26 اكتوبر 2017.وعند إعلان المحكمة العليا مصادقتها على الاقتراع الجديد، بدا مشهد الانقسام واضحا بين تظاهرات الفرح في بعض معاقل كينياتا، وتظاهرات قمعتها قوات الامن في بعض معاقل المعارضة غرب كينيا، وبعض أحياء الصفيح في نيروبي.وجاء فوز كينياتا بـ98 في المئة من الاصوات في الاقتراع الاخير، وسط نسبة مشاركة ضعيفة بلغت 39 في المئة، بسبب مقاطعة المعارضة التي اعتبرت أن هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون حرة وعادلة، وتمكن أنصار المعارض رايلا اودينغا من منع تنظيم الاقتراع في أربع مقاطعات غرب البلاد التي تعد 47 مقاطعة.وفي معاقل اودينغا، وهو من اتنية "ليو"، تعمق الشعور بالتمييز والتهميش القائم منذ استقلال كينيا في 1963، مقارنة باتنية "كيكويو" التي ينتمي اليها الرئيس كينياتا، والتي تحدر منها ثلاثة من رؤساء كينيا الأربعة.كما رأى بعض المراقبين أن الأزمة تظهر تنامي الهوة بين النخب المسيسة والشعب الذي تطمح أغلبيته الصامتة في أن تطوي البلاد الصفحة.وتضرر الاقتصاد بشدة من الصراع، ويشتكي كثيرون من تراجع دخلهم، خصوصا في مدن الصفيح، حيث يعيش كثيرون بأقل من يورو واحد في اليوم.وقال زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينغا، أمس، إنه سيؤدى اليمين الدستورية كرئيس للبلاد في 12 ديسمبر المقبل. وأدلى أودينغا بهذه التصريحات في مراسم "تذكارية" عقدتها المعارضة، لتتزامن مع أداء كينياتا اليمين الدستورية، ولتكريم أولئك الذين يتردد أن الشرطة قتلتهم في فترة الانتخابات.وقال أودينغا لأنصاره "في 12 ديسمبر، سنفتتح جمعية شعبنا وجمعية الشعب هي التي ستنصبني".وأضاف: "سنؤدي اليمين مثل منانغاغوا، وسنسير جنبا الى جنب مع الدستور"، مشيرا الى رئيس زيمبابوي الجديد الذى جاء إلى السلطة بعد انقلاب.