ما سبب غيابك عن الساحة الفنية تمثيلاً وتأليفاً سنوات عدة؟

Ad

لم يكن غياباً، ولكن لفترة معينة عُرضت عليّ أعمال لم أجد أنها تُناسب اسمي وتاريخي فرفضتها. بعد ذلك، لم يُعرض عليّ أي عمل. أما عن الكتابة فأنا لم أتوقف عنها، وما زلت أكتب ولكن لم أجد من يتحمس لإنتاج أعمالي، وتواصلت مع شركات إنتاج عدة، رفضت إحداها عملاً لأن تكلفته الإنتاجية عالية.

ماذا عن المسرح؟

لم أجد النص الجيد الذي أعود به، وعندما كان زوجي محمود الحديني مسؤولاً عن المسرح، كان يرفض ترشيحي لأي عمل كي لا يُساء الفهم، ما أبعدني عن الخشبة.

«الطوفان»

كيف كان الترشيح والموافقة على «الطوفان»؟

اتصلت بي شركة الإنتاج وعرضت عليّ العمل. قرأته فوافقت عليه إذ وجدت أنه يشكِّل عودة إلى الدراما الاجتماعية عندما كانت الأسرة المصرية ومشاكلها وهمومها محور اهتمام الصانعين. كذلك النص متميز وعلى مستوى عال، وأعتبره عودة قوية لي بعد الغياب الطويل.

كيف تقيمين ردود الفعل حول العمل؟

طبعاً كنت توقعت النجاح وتمنيته لأن المسلسل جيد ويملك عناصر النجاح، ولكن فوجئت باستقبال الجمهور للعمل بشكل لم أكن أتوقعه. يعني ذلك أن المشروع الجيد يُحقق النجاح في أي وقت، لأن الجمهور يريد مسلسلات جديدة وجيدة طوال الوقت.

هل أحزنك غياب العمل عن موسم رمضان؟

إطلاقاً. حاولنا اللحاق بالموسم ولكن لم نستطع، وكأن الله أراد لنا الأفضل، لأن الشهر الفضيل يشهد أعمالاً كثيرة، ومن الصعب أن يُتابعها الجمهور كلها، من ثم يتعرض كثير منها للظلم. أما الآن فيُعرض المسلسل في وقت أفضل مع منافسة مسلسلات قليلة، وحقّق نجاحاً لافتاً.

رمضان

هل العرض في رمضان ما زال يحتفظ بأهميته الكبيرة؟

كانت الأعمال في الماضي تُعرض طوال العام والجمهور يتابعها. لا أعرف منذ متى بدأ الاهتمام بشهر رمضان دون غيره؟ ربما السبب الإعلانات ونسبة المشاهدة. ولكن الأكيد أن العمل الجيد ينجح في أي وقت، ولا بد من تقديم أعمال درامية طوال العام، ونجاح «الطوفان» خير دليل على ذلك.

ما تقييمك لإعادة تقديم الأعمال الفنية السابقة؟

هي ظاهرة موجودة في العالم كله من سنوات طويلة وليست وليدة اليوم، وتكون الإعادة أحياناً في المجال نفسه، بمعنى تقديم الفيلم نفسه في السينما مرة ثانية، بحثاً عن تنوع في الموضوعات أو استغلالاً للنجاح؟ والأهم في رأيي جودة العمل وما يقدمه من جديد ومختلف عن النسخة الأصلية، وفي «الطوفان» اختلاف كبير بين فيلم مدته قصيرة ومسلسل يتضمن شخصيات وتفاصيل غير موجودة في العمل الأصلي.

مقارنة وشارة

ألم تشغلك مقارنتك بمن قدمت الشخصية نفسها في الفيلم؟

لا مجال للمقارنة بالراحلة أمينة رزق، فضلاً عن أن الشخصية في المسلسل مختلفة تماماً عن الفيلم، وثمة تفاصيل أُضيفت إليها، ما جعلها جديدة تماماً.

جاء العمل من دون أسماء الأبطال على الشارة، ما السبب؟

يتضمن العمل أكثر من 20 نجماً ونجمة، وكل منهم يستحق أن يتصدر المسلسل بمفرده، ولكل منهم جمهور وشعبية، وأي ترتيب كان سيُحِدث أزمة. من ثم، جاء اقتراح أن تكون الشارة الرئيسة بلا أسماء، ثم ترتيب الأخيرء بحسب الظهور في كل حلقة، وهي حيلة ذكية من شركة الإنتاج.

نجاح وأزمة

في رأيك ما سبب استمرار نجاح الأعمال القديمة أكثر من الحديثة؟

ثمة أكثر من سبب. تتحدث الأعمال القديمة في الأخلاقيات والعادات، من ثم لا تشعر بأنها مرتبطة بزمن ما، بل تبقى متجددة على عكس كثير من الأعمال الحديثة التي ترتبط بحادثة أو أزمة وقتية كما في أعمال الحركة، وبعد فترة لا تجد لديك الرغبة في مشاهدتها. السبب الثاني مستوى العمل وجودته، ففي الماضي كان المشروع يأخذ الوقت الكافِي ليظهر في أفضل صورة، أما الآن فإن الارتباط بموسم عرض يأتي على حساب الجودة. ولكن لا ننكر أن ثمة مسلسلات تهتم بالنوعية، ما يعني أنها ستعيش أكثر، من بينها «الطوفان» لأنه يتحدث عن الأسرة وطوفان المادة وعن الأخلاقيات، وليس عن حادثة عرضية، بالإضافة إلى جودته.

ما تقييمك لمستوى الدراما الآن؟

ثمة تطور كبير في هذه الصناعة، خصوصاً على مستوى الصورة والإضاءة، والديكور، والصوت. لكن التطور في الكتابة أقل من المطلوب، فعدد الأعمال ازداد بشكل كبير والإنتاج أصبح أصعب وأضخم من السابق، وثمة أعمال مميزة ظهرت في السنوات الأخيرة من بينها «هذا المساء، وواحة الغروب، وسجن النسا».

هل يعني ذلك أن لدينا أزمة في الكتابة عموماً؟

ثمة مواهب شابة كثيرة تبحث عن فرصة لها وعمن يدعمها ويُقدمها. لكن أيضا لا بد من التنوع في الأفكار والموضوعات بدلاً من التركيز في عدد قليل من الأفكار، ما يجعلنا نشاهد أعمالاً عدة تتحدث في موضوع واحد أو متشابه (حركة، وإثارة، وفساد).

الدولة ودعم الفن

هل عودة الدولة المصرية إلى الإنتاج أمر ضروري الآن؟ تقول نادية رشاد في هذا المجال: «قررت الدولة منذ سنوات أن تترك الفن والثقافة للقطاع الخاص وترفع عن نفسها عبئاً كبيراً، وهذا خطأ».

تتابع: «يبحث القطاع الخاص عن الربح والمكسب وهذا حقه، فيما ثمة دور ثقافي وتنويري لا بد من أن تقوم به الدولة ولا أحد غيرها، لذا عليها أن تعود إلى إنتاج الأعمال التاريخية والدينية وذات البُعد الثقافي والتي اختفت بعد سيطرة القطاع الخاص على صناعة الفن، والتجربة أثبتت ذلك».