وصل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال والوفد المرافق له، أمس، إلى روما في زيارة رسمية لإيطاليا يلتقي خلالها الرئيس سرجيو ماتاريلا ورئيس حكومته باولو جنتيلوني، على أن يفتتح مؤتمر "حوارات المتوسط "الذي ينعقد في العاصمة الإيطالية في دورته الثالثة.

وأبرزت الصحف الإيطالية أهمية زيارة الرئيس عون إلى روما

Ad

لاسيما على صعيد تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين. وفي هذا الإطار أكد عون في حديث إلى صحيفة "لاستامبا" الإيطالية أن "الأزمة الأخيرة باتت وراءنا، وأن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيواصل مسيرة قيادة لبنان"، معتبراً أن "مستقبل الشرق الأوسط سيكون انطلاقاً من بيروت، التي تشكل نموذجاً للعيش معاً في المنطقة".

ورأى عون أن "مختلف الطوائف اللبنانية عاشت معاً بصورة متواصلة منذ قرون، وهذا أمر سيستمر"، مؤكداً أن "المسيحيين سيعودون إلى كل من سورية والعراق، وأن الإرهاب جعلنا ندرك أنه كلما كانت أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط قريبين من بعضهما البعض، فإن دول هذا البحر ستعود تشكل أولوية للعالم". ووصف عون ما هو قائم بين لبنان وإيطاليا منذ قرون بأنه "صداقة وثيقة".

وأوضح رئيس الجمهورية، رداً على سؤال حول ما آلت إليه الأزمة الأخيرة، أن "هذه الأزمة سوف تجد لها حلاً نهائياً في بضعة أيام"، مضيفاً أن "كافة الفرقاء اللبنانيين منحوه ملء ثقتهم لأجل ذلك".

وكشف أن "الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن وكذلك إيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة تضامنوا بشكل كامل مع لبنان في هذا الأمر". وعما إذا كان الرئيس الحريري سيبقى رئيساً للحكومة، أجاب: "بكل تأكيد. لقد انتهينا للتو من الاستشارات التي قمنا بها مع مختلف القوى السياسية داخل الحكومة وخارجها، وهناك ملء الثقة به".

ورداً على سؤال آخر عن الموقف من "حزب الله" وانخراطه في أزمات المنطقة في الوقت الذي يتمسك فيه الرئيس الحريري بحياد لبنان، قال عون إن "حزب الله حارب |رهابيي داعش في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الإرهاب، سيعود مقاتلوه إلى البلاد".

ورداً على سؤال ما إذا كان الغرب لا يفهم التعايش مع "حزب الله"، أجاب رئيس الجمهورية: "من الواجب علينا أن ندرك أن حزب الله يشكل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الإسرائيلية، وهي مقاومة شعبية"، موضحاً أن "لبنان لم يبدأ الحرب ضد أحد أبداً وأن اللبنانيين يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزباً إرهابياً".

في موازاة ذلك، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء "الأربعاء النيابي"، أمس، ارتياحه لمسار الوضع منذ بدء الأزمة الأخيرة، وقال، إن "الإجماع اللبناني، الذي تجلى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الأزمة شكل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره". وأضاف: "مجلس الوزراء سيجتمع الأسبوع المقبل وسيصدر بياناً سياسياً يتوفر حوله إجماع وطني".

وجدد بري التأكيد بأن "الانتخابات النيابية ستجري في موعدها"، مشيراً إلى أن "مشاركة الاغتراب اللبناني في هذه الانتخابات خطوة مهمة تندرج في إطار ما أكدنا عليه دائماً بأن المغتربين هم جزء عزيز لا يتجزأ من الوطن".

وتطرق الرئيس بري إلى عمل المجلس النيابي مشيراً إلى "أهمية القوانين المدرجة على جدول أعمال جلسة اللجان المشتركة المقبلة"، وقال: "عندما تتوافر مشاريع واقتراحات القوانين المنجزة سأدعوا إلى جلسة تشريعية عامة".