... وين بتروحون بفلوسكم؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
المشهد العربي والخليجي، وعلى وجه الخصوص النخب المهيمنة على السلطة والمال، وحصراً الفاسدين منهم، في حالة صدمة وذهول، بل ونكران، حتى الآن، كون شاباً إصلاحياً يصل إلى السلطة يضرب الفاسدين الكبار بيد من حديد، بل يريد أن يحاسبهم ويعيد أموالاً منهوبة منذ ما يقارب 40 عاماً، ويرسخ مبدأ عدم سقوط قضايا المال العام، مهما تقادم زمنها، وكذلك وضعه لصندوق إبراء الذمة لمن يريد أن يُرجع أموالاً حصل عليها من الدولة، دون وجه حق، بلا ملاحقة قانونية عن فعلته تلك.بلا شك، إن تلك النخب مُحاصرة في العديد من الدول العربية، وإن كانت تبدو أنها مازالت تسيطر على الأمور، فهي بين سندان أن يظهر في دولها قائد ينسخ تجربة بن سلمان الإصلاحية، ومطرقة اتفاقية مكافحة الفساد الصادرة عن الأمم المتحدة الموقَّع عليها من 140 دولة في العالم، والتي تلزم ملاحقة الفاسدين، وتسليمهم إلى دولهم، واسترداد الأموال المنهوبة، حتى لو امتد الأمر لعدة أجيال من ورثة الفاسد.الاتفاقية تنص على أن استخدام السلطة السياسية للحصول على منافع مالية مجرَّم، والوثائق المطلوبة لملاحقة المتهم تسلم من كل الأطراف الحكومية والخاصة، ولا يمكن أن تختفي أو تتلف تلك الأدلة في عصر الذاكرة الرقمية، والمثال اليوم قائم على تحقيقات الشرطة الفدرالية الأميركية في فساد ورشاوى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، رغم أن الجرائم وقعت على الأراضي السويسرية، لكن الأميركيين هم من يباشرون الدعوى والتحقيق، ويطلبون من المحاكم السويسرية القبض على المتهمين، وفقاً للاتفاقيات الدولية، كما أن مثال الملياردير حسين سالم- المصري (ملك تصدير الغاز)، والذي يعيش حالياً حياة متواضعة، بعد أن استردت مصر أموالها منه المخزنة في إسبانيا أيضاً وفقاً للاتفاقيات الدولية، وما سيحدث للكويتي فهد الرجعان قريباً مثال آخر على ذلك.