منذ إطلاقها من سنوات تصدح أغنية «لبنان رح يرجع» لجوزيف عطية في غالبية المناسبات الوطنية التي يشهدها لبنان، ممثلةً واحداً من نجاحات حصدها الفنان اللبناني، وهو يتابع جني ثمار جهوده في ألبومه الأخير «الأغاني إلي عملتا إلِك» الذي يحقق نسب استماع عالية، ويتضمن تسع أغانٍ جديدة وأربعاً سبق أن أطلقها منفردة.في مقابلة مع الإعلامية باتريسيا هاشم ضمن برنامجها «بصراحة» عبر أثير إذاعة «فايم إف أم»، شكر عطية الأشخاص الذين عملوا معه في تجهيز الألبوم من شعراء، وملحنين، وموزعين، ومصممين.
الألبوم مهدى بكامله إلى المرأة فأغانيه المنوّعة تحمل حالات الحبّ، والغزل، والخذلان، والفراق. أي امرأة من اللواتي غنى لهن هي المفضلة لدى جوزيف وأية أغنية يهديها؟ أجاب بأن كل أغنية يقدمها تكون لحالة معينة يعيشها أحد الأشخاص، كاشفاً أنه عاش «أوقات» في إحدى مراحل حياته، وقال: «صعبة العيشة معك وصعبة العيشة بلاك».ورداً على سؤال، في حال أُغرم الآن أية أغنية يهدي حبيبته؟ أجاب أنه يختار «الأولى» و«شو حلوة»، وأن المرأة التي يحبها يقول لها أنت الأولى والأخيرة.وأيد جوزيف عطية مقولة إن «أكثر امرأة تعذبنا تعيش في ذاكرتنا»، وأضاف: «أكثر شخص يوجعنا يبقى في الذاكرة، كما أن أكثر شخص يحببنا به يبقى في الذاكرة أيضاً».وأكد الفنان اللبناني أنه سيؤمن دائماً بالحب إلى أقصى درجاته لأنه الركيزة في الحياة، مهما كثرت التجارب وصعبت.وجوزيف طالما كان يميل، كما قال، إلى مزيج من الحب المجنون والحب الذي لا يخلو من الحكمة. و«لكن اليوم أميل إلى الحب الذي يعتمد على العقل أولاً».ورداً على سؤال كم امرأة تَعتبر أن هذا ألالبوم الجديد موجه لها، أشار إلى أنه دخل في علاقة جدية مع ثلاث نساء فقط وعندما يلتقي بالشابة المناسبة يتزوج.
كلمة ولحن
لا يدخل جوزيف في جدال حول إن كان الاهتمام في الأغنية يجب أن ينصبّ على اللحن أو على الكلمة، فالأهم أن تكون إصداراته بعيدة عن الهدف التجاري، مؤكداً أنه يركز دائماً على الأعمال التي تبقى لوقت أطول مثل «لا تروحي وتعب الشوق ولبنان راح يرجع»، وأن أغانيه عندما تصل إلى الجمهور ترسخ في ذهنه، وهذا هو هدفه والضمان لفنه.ولما كان الفنان عموماً يُحاط دائماً بأشخاص يأخذ في رأيهم حول أغانيه، فإن عطية يهتمّ أولاً برأي والدته لأنها تتمتع بإحساس عال وتصيب دائماً باختيارها، فضلاً عن شقيقتيه وأصدقائه المقربين، وأعطى مثلاً «تعب الشوق» الذي رفضها في البداية وشجعته شقيقتاه عليها.كليب وتعاون
وأفصح عطية أنه سيصور «تغيري» مع المخرج بهاء خداج في سنغابورة، مضيفاً أن الكليب سيتضمن مشهدية جديدة وهو لا يزال يدرس الخطوات لأن الأغنية حساسة ودقيقة. كذلك لفت إلى أنه لن يشارك في إخراج الكليب، على عكس بعض أعماله السابقة، لأن خداج ينفذ الأفكار كما يراها عطية بعينيه.وعن تعاونه مع 22 شخصاً بين شعراء وملحنين وموزعين في ألبومه الجديد، في زمن حالات التعاون المحدودة بين الفنان والشاعر والملحن، أكد عطية أنه يحب التعامل مع الأسماء التي وردت في ألبومه، خصوصاً أنه نجح معها سابقاً. ولفت إلى أنه يتعامل للمرة الأولى مع كل من الموزعين طوني أبي خليل وجان ماري رياشي، مؤكداً أنه يهتم بالعمل أكثر من اهتمامه بالأسماء. كذلك أشار إلى أن من الصعب عليه راهناً تحديد أية أغنية هي الأنجح في الألبوم.ذكاء وإنتاج
وافق عطية على أن، قبل الصوت والكاريزما، الذكاء في اختيار الأغاني في مسيرة الفنان هو الأهم، مؤكداً أن ثمة نجوماً حققوا نجاحات كبيرة بسبب ذكائهم. ولم ينكر أن زميله ناصيف زيتون ذكي في اختياراته الفنية.هل خسر أم ربح بمغادرته شركة الإنتاج «ستار سيستم»؟ أجاب: «ليست المسألة خسارة أو ربحاً «فالشغل ماشي» في الوتيرة نفسها»، خصوصاً أنه كان يشرف على أعماله بنسبة كبيرة.وهل مديرو الأعمال يصنعون نجوماً من الصف الأول، أشار إلى أن على الفنان أن يحظى بالقبول أولاً وأن يكون جاهزاً لهذه الخطوة، وإلا لا يستطيع مدير الأعمال تحقيق ذلك له، ففي نظره إدارة الأعمال هي لتنظيم أمور الفنان وأعماله فحسب.تمثيل وضغوط
كشف جوزيف عطية أنه عرض عليه في الفترات السابقة غناء شارات مسلسلات ولكن بسبب ضغط العمل رفض الفكرة، مشدداً على أنه يحب أن يدخل مجال السينما كثيراً، ولكن مقربين منه نصحوه بخوض تجربة الدراما، خصوصاً أن المسلسل يدخل إلى منازل الجمهور بشكل أسرع. وذكر أنه تلقى سابقاً عرضاً للتمثيل، إلا أنه لم يقبل لظروف العمل.كذلك أشار إلى أن كثيرين يقولون له إن شخصيته تليق بمسرح «الرحابنة»، ولكن المسرح صعب جداً، في نظره، ويحتاج إلى التزام وخبرة ووقت.ورغم الضغوط، فإن عطية يعيش بسلام، كما ذكر، شاكراً الله على هذه النعمة.أما وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت فرضاً واجباً على كل فنان اليوم، فأكد جوزيف عطية أن بإمكانه أن يغيب عنها أياماً عدة لأنه لا يحب أن تقيد حريته، أو أن يصبح مدمناً على الهواتف الذكية.الشحرورة صباح
حول ذكرى ميلاد الأسطورة صباح التي توفيت في مثل هذه الأيام (26 نوفمبر 2014)، وجه جوزيف كلمة بهذه المناسبة، وأكد أن الشحرورة كانت تتمتع بالتواضع، وهي صفة تميّز بها عمالقة الفن مثل وديع الصافي وغيره، موضحاً أن على الفنان أن يتعلم من هؤلاء العمالقة.