تداعيات الأوضاع السياسية وتأثيرها في صناعة الدراما المصرية توقف مشاريع حتى وضوح الرؤية
مع إعلان التحفظ على عدد من رجال الأعمال أصحاب القنوات الفضائية وشركات إنتاج فني في مصر، من بينها «إيه آر تي» و«إم بى سي» و«روتانا»، خرجت تساؤلات عدة حول تأثير ذلك في الموسم الدرامي المقبل، خصوصاً مع بدء التحضير له والتعاقدات مع النجوم والوكالات الإعلانية.
هل ينخفض عدد الأعمال في موسم رمضان المقبل، بعد توقف مشروعات بدأ التحضير لها، أم سيستمر العمل من دون أية تأثيرات؟
هل ينخفض عدد الأعمال في موسم رمضان المقبل، بعد توقف مشروعات بدأ التحضير لها، أم سيستمر العمل من دون أية تأثيرات؟
أكد المنتج د. محمد العدل ألا تأثير للتحفظ الأخير على أصحاب قنوات فضائية في صناعة الفن بمصر عموماً، لأن ذلك يخصّ الأشخاص لا الكيانات الإنتاجية، فيما ثمة فصل تام بين ملكية القناة أو شركة الإنتاج وبين إدارتها وخطة عملها. من ثم، ستستمر المشروعات في الظهور، مشيراً إلى أن بعض هذه القنوات، مثل «روتانا»، كان توقفت عن الإنتاج المباشر وغير المباشر منذ سنوات.من جانبه، أكد الناقد الفني نادر عدلي أن هذه الأزمة لو حدثت منذ سنوات لكان لها تأثير كبير في صناعة الدراما في مصر، لكن تأثيرها اليوم منعدم أولاً بسبب ظهور قنوات جديدة مثل «دي إم سي، وأون تي في» واستحواذها على أكثر من 75% من حصيلة الإعلانات في الموسم الدرامي السابق، وعلى أعمال درامية عدة، والسبب الثاني دخول أكثر من شركة إنتاج فني في صناعة الدراما في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى نهوض في صناعة الدراما التلفزيونية، سواء في عدد الأعمال أو في المستوى الفني.كذلك أكّد أن ما أنتجته شركات مثل o3 التابعة لـ «إم بي سي» لم يتعد 10% من إجمالي إنتاج الموسم، مضيفاً أن أي تأثير إن حدث فلن يتجاوز أربعة مشاريع درامية تتعثر أو تتوقف.
تأثير سلبي
السيناريست مصطفى مُحرم بدوره اختلف مع الرأيين السابقين، مؤكداً أن ما طاول بعض أصحاب القنوات أخيراً سينعكس سلباً على صناعة الدراما، سواء إنتاجاً مباشراً أو غير مباشر من خلال شركات إنتاج أخرى، حيث تتوقف هذه المشروعات والأعمال إلى حين وضوح الرؤية، خصوصاً مع ما تردد من أخبار حول تأميم أو نقل ملكية بعض القنوات.وأضاف مُحرم أن تراجع الدراما جاء نتيجة لسيطرة القطاع الخاص عليها، إذ تتعرّض الصناعة لأزمة كبيرة مع أي اضطراب أو مشاكل في هذه الشركات في حين لو كان للدولة حضور في الإنتاج الدرامي لأعادت الاستقرار إلى الصناعة والسوق. لكن الفن، خصوصاً الدراما التلفزيونية، ليس من ضمن اهتمامات الدولة. ورأت الناقدة ماجدة خير الله أن ثمة تأثيراً في الموسم الدرامي المقبل حتى لو كان محدوداً، ذلك من خلال الإنتاج المباشر لهذه القنوات أو الإنتاج عن طريق شركات أخرى، إذ تتجمّد المشروعات إلى حين وضوح الرؤية في المرحلة المقبلة، أي الاستمرار فيها أو إلغاؤها. وأضافت: «بإمكان هذه القنوات والشركات الكبيرة التأقلم مع الظروف كافة».كذلك أوضح المنتج الفني أحمد السيد أن الإنتاج الدرامي سيتأثر مباشرة بسبب هذه الحوادث، إذ تتوقف مشاريع فنية وربما تخرج من الموسم تماماً بسبب ضيق الوقت، فيما نأمل بأن تزيد المسلسلات على مدار العام، مضيفاً أن الإنتاج غير المباشر هو الأكثر تأثراً بالأحداث بسبب توقف التمويل الذي يسمح بإنتاج المشروعات رغم أن الإنتاج المباشر للقنوات ليس كبيراً.سلوى محمد
ذكرت الفنانة سلوى محمد علي أن الإنتاج الفني للقنوات والشركات الإنتاجية في مصر سيزداد في الفترة المقبلة، لأن أي نظام حكم يحتاج إلى إعلام وفن خاص به، وليس من مصلحة أي حاكم أن يغلق نافذة إعلامية ناجحة مثل «إم بي سي» هي الأولى في الشرق الأوسط.وأضافت أن التحفظ على رجال الأعمال أصحاب القنوات الفضائية أمر سياسي يخص السعودية ولا علاقة له بالفن أو الإعلام، وإذا حدث نقل لملكية القنوات لن تتغير خطتها ولا سياستها، فضلاً عن أن ما تشهده المملكة من تغيير وانفتاح ثقافي سينعكس على الدراما المصرية إيجاباً.