"غداً أجمل" من أجمل العبارات التي خلدها الراحل د. أحمد الربعي، الذي نفتقده في يومنا هذا، ونحن في أمس الحاجة إليه وإلى أفكاره النيرة، فكانت هذه العبارة هي انطلاقته في حياته السياسية، وبالفعل رغم مآسي الحياة وقسوتها وتضارب أمواجها كان المغفور له خير من يرسم لنا التفاؤل.

وها نحن اليوم، ونحن نعيش البراكين المتفجرة التي حملت شعارات مختلفة، سواء كانت لمحاربة الفساد والمفسدين أو إنهاء تفاقم الأوضاع ومعالجتها وعودة لم شمل الأسرة الخليجية، أو حلحلة الأزمة السورية، فإننا نترقب بريق الأمل في إنهاء هذه الملفات وتصفية الأجواء حتى تتلاشى الغيوم والسحب، خصوصا التي تغطي سماء خليجنا الذي رغم كل الخلافات فإنه بفضل حكمة قادته سيتم تفويت الفرصة على من يحسدوننا على النعم التي نمتاز بها عن غيرنا.

Ad

إننا نحتاج اليوم إلى استئصال السرطان الذي يتفشى بيننا، وهم أولئك الذين يساهمون بشكل مباشر في زرع الفتن، لا بل يساهمون في تعكير الأجواء وقسوة القلوب رغم أنهم يعيشون في خليجنا، لأنهم اعتادوا على المكائد التي يرسمونها لضرب وحدتنا، ولكن في نهاية المطاف هم من سيقعون فيها بعد أن اتضحت الصورة للجميع.

"غداً أجمل" بفضل حكمة قائد الإنسانية، سمو أمير البلاد الذي بحنكته هو خير من يتصدى لكل المؤامرات التي تحاك لضرب الوحدة الخليجية.

"غداً أجمل" عندما تتطهر النفوس من الأحقاد، ويبتعد مثيرو الفتن عن أبناء الشعوب الخليجية المسالمين كعادتهم والمتأصلين في جذور أبناء العمومة والأسرة الواحدة.

الجميع ينتظر الأيام القادمة بتفاؤل كبير ليكون عنوان المرحلة المقبلة عودة الشمل الخليجي ومحاسبة كل من ساهم في اشتعال الفتن، خصوصا أولئك الذين عملوا ليل نهار على دس السم في العسل، فيخرجون لنا بوجه المحب وهم في حقيقتهم ليسوا سوى خبثاء متعجرفين.

"غداً أجمل" عند محاسبة الفاسدين والمفسدين في ديرتنا، والضرب بيد من حديد على كل من يتجاوز القانون أو يستولي على حقوق الآخر.

"غداً أجمل" عندما يتم وقف من يعبثون بخيرات البلد.

"غداً أجمل" عند اجتماع كل الأطياف السياسية في البلاد على طاولة الحوار.

"غداً أجمل" في وحدة الصف الكويتي وتلاحم أبنائها من مختلف التوجهات السياسية.

"غداً أجمل" في تحقيق المصالحة الوطنية.

"غداً أجمل" عند إقصاء كل قيادي أو مسؤول فاسد من منصبه ومحاسبته أمام الشارع الكويتي.

"غداً أجمل" عندما يأتي وزراء قادرون على العمل والإصلاح والقضاء على البيروقراطية.

"غداً أجمل"، بسلطة تشريعية تتكاتف من أجل مصلحة الوطن والمواطنين، وتحقق تطلعات المستقبل، وتنهض بالصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها.

"غداً أجمل" عندما لا نجد التراشق و"شماتة" البعض على من صدرت بحقهم الأحكام القضائية من أبناء الكويت.

"غداً أجمل" عندما تتصافى النفوس ونزيل كل السواد الذي يملأ قلوب البعض.

"غداً أجمل" عندما تعود الكويت درة الخليج.

آخر الكلام:

ننتظر الغد الجميل لتكتمل الصورة.