برز، أمس، الحديث عن اتفاق بين موسكو والقاهرة يسمح باستخدام قواعد القوات الجوية المصرية من جانب القوات الروسية، بعدما نشرت حكومة الكرملين مسودة اتفاق بين الجانبين يسمح بتبادل استخدام المجال الجوي والقواعد الجوية، بالتوازي مع إجراء وزير الدفاع المصري صدقي صبحي مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، في القاهرة.ونشرت الحكومة الروسية، أمس، مسودة اتفاق بين القاهرة وموسكو يسمح للطائرات العسكرية للدولتين بتبادل استخدام المجال الجوي والقواعد الجوية، وحملت الوثيقة الروسية تاريخ 28 نوفمبر المنصرم، وتضمنت أمرا لوزارة الدفاع الروسية بإجراء مفاوضات مع المسؤولين المصريين، وتوقيع الوثيقة بمجرد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
ولم يتسن لـ"الجريدة" أن تحصل على تعليق من الجانب المصري يؤكد أو ينفي الواقعة، التي تزامنت مع زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى القاهرة، التي التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، إذ اتفق الأخير مع شويغو، خلال ترأسهما للاجتماع الرابع للجنة العسكرية المشتركة المصرية الروسية، على زيادة آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات على نحو يعلي القيم والمصالح الاستراتيجية المشتركة.وتمر العلاقات المصرية-الروسية بتذبذب واضح، فقد شهدت العلاقات حميمية واضحة منذ تولي الرئيس السيسي في يونيو 2014، سرعان ما أصيبت بهزة عنيفة عقب سقوط طائرة روسية في صحراء سيناء أكتوبر 2015، أعلنت بعدها موسكو تعليق الطيران إلى مصر، ورفضت إعادة الطيران على الرغم من تبني الجانب المصري لمزيد من الإجراءات الأمنية المطلوبة، كما لم يتم التوقيع بعد على العقود النهائية لاتفاق إنشاء أول محطة نووية مصرية في منطقة الضبعة بخبرة روسية.ورغم عدم إعلان موعد محدد لتوقيع اتفاقية إنشاء المحطة النووية، أصدر السيسي قرارا جمهوريا بثلاثة قوانين تم نشرها بالجريدة الرسمية، أمس، أولها بإنشاء الجهاز التنفيذي للإشراف على مشروعات إنشاء المحطات النووية، وتعديل بعض أحكام قانون إنشاء هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وتعديل بعض أحكام قانون تنظيم الأنشطة النووية الإشعاعية.
أزمة شفيق
في غضون ذلك، تواصلت أصداء إعلان المرشح الرئاسي الأسبق الفريق أحمد شفيق، أمس الأول، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل، إذ أثار اتهام شفيق السلطات الإماراتية بمنعه من السفر، ردود فعل غاضبة في أبوظبي.ونفى وزير الشؤون الخارجية لدولة الإمارات أنور قرقاش، منع شفيق من مغادرة بلاده، مؤكدا في تغريدة له عبر "تويتر" أن الإمارات "تأسف أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ إلى الإمارات هاربا من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد عن بعض مواقفه".وقال مصدر مصري مسؤول لـ"الجريدة": "يمكن للفريق شفيق دخول مصر في أي وقت"، كاشفا عن عدم وجود اسمه في قوائم ترقب الوصول، بعدما تم رفع اسم الفريق من القائمة بعد إعلان براءته من قبل محكمة مصرية في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "أرض الطيارين".شو إعلامي
وأغضب شفيق أيضا قطاعا عريضا من المصريين، بسبب خروجه على قناة "الجزيرة" القطرية، المعروفة بمواقفها التحريضية ضد مصر، لإعلان ترشحه ومهاجمة الإمارات، فحاولت محاميته، دينا عدلي حسين، احتواء الغضب، بالقول عبر حسابها على "فيسبوك"، إن الفيديو الذي نشر لشفيق تم تصويره بمعرفة ابنته داخل منزله، وأن قناة الجزيرة قامت بوضع اللوجو الخاص بالقناة عليه من أجل "الشو الإعلامي".من جهته، قال عضو ائتلاف "25/30" البرلماني المعارض، ضياء الدين داوود، إن الدستور والقانون يكفل حق شفيق في الترشح، لكنه ربط ترشحه بضرورة تقديم الفريق لفريقه الرئاسي وبرنامجه لمواجهة الأزمات التي تواجه مصر، مشددا على أن شفيق اقترف خطأ كبيرا بإعلان ترشحه من خارج مصر.في الأثناء، أعلنت قيادات حزب "الحركة الوطنية" الذي يرأسه شفيق تأييدها لإعلان اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية، ما عبر عنه صراحة نائب رئيس الحزب، اللواء رءوف السيد، قائلا إن قيادات الحزب قررت تنظيم مؤتمر صحافي يوم 23 ديسمبر الجاري، لإعلان تفاصيل خطة وتحركات الحزب لدعم شفيق في الشارع المصري، إلى جانب إعلان تشكيل الحملة الانتخابية وفتح باب التطوع لها من خارج الحزب.في السياق، قال الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، لـ"الجريدة": "مع إعلان شفيق ترشحه، بعد إعلان القيادي اليساري خالد علي نيته الترشح، وإعلان الرئيس السيسي المتوقع عن ترشحه لولاية ثانية، بات لدينا تنافس حقيقي في الرئاسية المقبلة، والتي ستشهد منافسة شرسة بين المرشحين"، مشددا على ضرورة احترام أجهزة الدولة الحيادية خلال الماراثون الانتخابي وعدم الانحياز لمصلحة طرف بعينه.حراك أمني
بعد نحو أسبوع من حادثة المصلين في مسجد الروضة بشمالي سيناء، على يد عناصر "داعش" الإرهابية، قال المتحدت باسم الرئاسة، بسام راضي، إن تكاتف الشعب المصري أهم سبل القضاء على الإرهاب، وأضاف، خلال تصريحات متلفزة أمس الأول: "نحن في حالة حرب، وتتضمن هذه الحالة بث الشائعات وكسر الروح المعنوية"، محذرا من أن اللجان الإلكترونية منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لخلق حالة من الإحباط بين الشعب المصري.بدوره، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، تامر الرفاعي، أمس، عن تمكن القوات من ضبط مخزن تابع للعناصر التكفيرية بوسط سيناء به مقذوفات مضادة للدبابات وكميات كبيرة من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، في حين كشفت وزارة الداخلية، أمس، عن ضبط خلية إرهابية مكونة من خمسة عناصر تابعة لجماعة "الإخوان" الإرهابية، في السويس، ويعمل أعضاؤها على إثارة القلق والشائعات والتجهيز لعمليات تخريبية.